استيقظن ا صباح يوم الخميس الماضي على فاجعة (مرورية) تصنف ضمن حوادث السير, حيث صدم صهريج شركة الغاز جسر الحرس الوطني شرق الرياض فأيقظنا على فواجع: قتل (22) وإصابة (130) ودمار شامل لمنطقة الحدث بما في ذلك جسر الحرس الذي يعد شريانا لشرق الرياض.. وفواجع أخرى منها أننا اكتشفنا أن بلادنا بلا شبكات غاز, وبلا شبكات قطارات وأن حياتنا الاقتصادية والاجتماعية مرتهنة لشركات النقليات: البنزين والزيوت والغاز والحديد وصناعات البيتروكيماويات والأسمنت والواردات من المواد الغذائية والمعيشة والبضائع لأن بلادنا، وكما قلت بلاد بلا قطارات ربطت اقتصادها وحياتها الاجتماعية في محور واحد شرق- غرب.

المملكة تعيش على محور اقتصادي واحد محور: الدمام- الرياض - جدة. ويعد المصدر الأساس لحركة الاقتصاد والمعيشة, توزع صادراته المحلية ووارداته عبر الناقلات البرية على باقي مناطق المملكة, أي أن هناك ثلاث محطات رئيسية: الدمام- الرياض- جدة. تغذي مناطق ومحافظات ومدن المملكة.

لذا فالبضائع التي تأتي عبر البحار, أو المنتوجات التي تصلنا عبر الجو أو الصناعات الداخلية من المدينتين الصناعيتين ينبع والجبيل, أو المنتجات الزراعية من القصيم وحائل وتبوك والتعدين من جبال غرب المملكة أو المنتوجات النفطية من شرق ووسط وغرب المملكة, وأيضاً المياه والكهرباء جميعها لابد أن تمر عبر محور الطريق البري الممتد من الدمام مرورا بالرياض ثم جدة والعكس: جدة- الرياض- الدمام.

حادثة انفجار صهريج الغاز تنبهنا إلى قضايا خطيرة جداً.

أولاً: لو تعرض طريق الدمام-جدة لأي أخطار داخلية أو خارجية سوف تتعطل الحياة الاقتصادية والاجتماعية في بلادنا.

ثانياً: إن اقتصادنا مربوط بالنقليات البرية وعلى هذا المحور الوحيد.

ثالثاً: إننا مرهونون لأصحاب النقليات إذا توقفوا توقفت الحياة العامة.

رابعاً: إن العمالة الأجنبية هي المسيطرة والمتحكمة بالناقلات تتستر عليها شركات ومؤسسات وأشخاص سعوديون.

خامساً: من ناحية البعد الإستراتيجي نحن في خناق ضيق وشريط محصور فلو تعرض محور: شرق- غرب. لأسباب أمنية أو ظروف دولية ستتوقف الحياة في معظم مناطق المملكة.

هذا هو الوقت المناسب لفتح معابر جديدة لمناطق شمال المملكة مثل محور: الخفجي- القصيم -حائل - ينبع.

ومحور: الأحساء -أبها.

ومحاور: الشمالية - الجنوبية المتعددة. لربط مناطق الشمال بمناطق الجنوب.