ردود فعل المواطنين تجاه إسطوانات الغاز، انعكاس نفسي طبيعي لحالة ما بعد انفجار صهريج الرياض. في دول العالم المتقدمة، يأتي التأهيل النفسي للسكان بعد حدوث الكارثة، في مرتبة أولى من إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه.
ولا أستغرب لماذا لم يحدث هذا الأمر عندنا، لا في هذه الكارثة ولا في غيرها، وذلك لعلمي بأن لا وجود لهيئة فاعلة لإدارة الكوارث، تؤدي فيها كل القطاعات المعنية دورها، ومنها هذا الدور الهام.
إنه من غير الكافي أن أطفئ الحرائق وأعالج المصابين وأتعرف على هويات القتلى.
من المهم أيضاً أن أعيد الحياة الطبيعية للمكان الذي وقعت فيه الكارثة، وأن أعوض المتضررين، وأن أعالج نفسياتهم ونفسيات الذين عاشوها معهم.
هناك خبرات عالمية متوفرة ومتاحة، نستطيع أن نستقطبها ونستفيد منها، إلى أن نصل إلى مستوى الرضا عن أدائنا فيها.
وبالعودة إلى الحالة النفسية التي نشأت لدينا ضد صهاريج الغاز التي لا تزال وستظل تمر إلى جانبنا، وضد إسطوانات الغاز التي في بيوتنا، فعلى وزارة الصحة أن تسهم، عبر استشارييها وأخصائييها النفسيين، في دعم هذا الخوف، وتوضيح كيف يمكن تجاوزه، وتبيان أفضل السبل لخلق مشاعر إيجابية بديلة عنه.
هذا هو ما يحدث في دول العالم المتقدم، فلنبادر بعمل مشابه، موجه لكل من شهد الكارثة، من البالغين والأطفال.