لم نكد نلملم أحزاننا وتلتئم جراحنا على ما حدث من فاجعة صالة الأفراح في الجزء الشرقي من البلاد وما صاحبها من وفيات، وفرح تحول إلى حزن بغض النظر عن ملابسات الحادث والقصور الذي صاحب التعامل مع مثل تلك الحادثة، إلا ونفجع باستيقاظ العاصمة على حادثة ارتطام أحد صهاريج الغاز بأحد الجسور شرق مدينة الرياض مما حدث عنه صوت دوي انفجار هائل أرعب سكان المناطق المحيطة به حيث أحدث دماراً هائلاً بالمنطقة المحيطة بالحادث ليجعلنا نتساءل ماذا بعد؟؟ وهل نقف لننتظر كارثة جديدة؟؟ ولاسيما وأن خطر مثل هذه القنابل الموقوتة والمسماة بصهاريج الغاز لازال قائما، فهاهي تجوب شوارع العاصمة والمدن المزدحمة حتى هذه اللحظة، حيث من المعلوم أن مثل هذه المركبات الخطرة لا تدخل إلى المدن المزدحمة بالسكان في الدول المتقدمة إلا وفق قواعد منظمة واحتياطات أمنية تمنع بمشيئة الله ما قد ينتج عن دخولها من أخطار، أما أن يترك لها الحبل على الغارب وبدون تنظيم واحتياطات مشددة للسلامة فلا نستبعد حدوث مثل هذه الكوارث المفجعة، ولاسيما وأن الكثير من الكتاب نبه على خطورة مثل هذا الوضع القائم، لذا فإن ترك الأمور تسير على هذا النحو أمر يثير القلق والخوف، ويعرض حياة المواطنين للخطر، كما أنه لابد من الشروع عاجلا في معالجة هذا الوضع الخطر بكل جدية وصدق، إذ لا يوجد أي مبرر منطقي أو معقول لأن يترك الوضع بهذه الفوضوية والعشوائية فمعظم دول العالم ومنها الدول الفقيرة يصل الغاز فيها إلى البيوت والمصانع عبر تمديدات خاصة وآمنة، ولكن مما يثلج الصدر في مثل هذه الحوادث ويخفف الأحزان هو الأعمال البطولية التي تناقلتها وسائل الاتصال الحديثة للشباب السعودي وهم يهبون لإسعاف المصابين والتبرع بالدم وحراسة بعض المعارض المتضررة بعكس الصور القاتمة لبعض الشباب الطائش الذي وقف مشدوها تجاه الكارثة في صورة تجمعات بشرية قد تعيق فرق الطوارئ عن القيام بعملها أو قيام البعض منهم ببعض التصرفات السلبية التي لا تمت للشباب السعودي الواعي بصلة، والله الموفق .