لم يكن ذلك الخميس يوماً عادياً على سكان شرق مدينة الرياض بكل ما حمله من مأساة مدوِّية وأليمة راح ضحيتها أناس أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا موجودين في تلك المنطقة وفي تلك الصبيحة فرحم الله من توفي منهم رحمة واسعة وعجّل بالشفاء للمصابين.
وهذا الحادث الناتج عن تسرّب الغاز من شاحنة تحمل الغاز السائل انقلبت على جنبها الأيمن واصطدمت بعمود خرساني صلب وضخم وبالتالي حدث ما حدث من انفجار ودمار، والحمد لله على قضائه وقدره بأن هذا الحادث حدث يوم إجازة وفي فترة الصباح الباكر وفي منطقة غير مأهولة بالسكان نسبياً أثناء الحادث ما عدا بعض المعارض والشركات الخالية، وكانت المنطقة شبه خالية، وكونه حادثاً عرضياً يمكن أن يحدث في أي زمان ومكان وهو من الحوادث القليلة والنادرة في المملكة ولله الحمد، ولكن يجب أن لا يمر مرور الكرام سواء على المواطنين أو على المسؤولين والجهات المسؤولة مثل شركة الغاز والمرور والدفاع المدني وأمانة منطقة الرياض فهو بمثابة درس يجب أن نتعلّم منه.
وفي نفس الوقت هناك أسئلة وربما الغاز محيّرة لا بد أن تطرح وتناقش ومنها:
ما مدى استعداد الجهات المسؤولة لمثل هذه المواقف والحوادث الكبرى وبخاصة الدفاع المدني والمرور والهلال الأحمر؟ على الرغم من أن الجميع قام بواجبه ولكن نطمح بالأكثر والأقوى وما مدى معرفة المواطنين بأبسط قواعد الإسعافات الأولية التي يجهلها معظم المواطنين، وهذه من ضمن مسؤوليات الهلال الأحمر، ولماذا لم يوضع شريط تحذيري باللونين الأحمر والأبيض كما هو معمول به في مثل هذه الحوادث لمنع ضعاف النفوس من الدخول والتجمهر والتقاط الصور وربما السرقات فقد كان مسرح الحادث أشبه بفوضى يدخل الكل إليه مما شكّل إرباكاً للجهات المختصة وأعطى طابعاً غير حضاري عن المواطنين (طبعاً لا ننكر أن هناك مواطنين شرفاء قاموا بإسعاف المصابين بحسن نيّة ويشكرون على ذلك)، ولكن يفترض التنسيق مع الجهات المختصة.
أخيراً: لماذا لا نصحو إلا عندما تقع الحوادث؟ ولماذا لا نتعلّم من الحوادث السابقة ونقتدي بالدول الأخرى التي يصيبها الزلازل والفيضانات والأعاصير ونستعد لذلك؟