بدءاً أضرع إلى الله العلي القدير أن يرحم المتوفين في حادثة الجسر، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمنّ الله بالشفاء على جرحى ومصابي الحادث الأليم، وأتوجه بالدعاء إلى رب العزة أن يحفظ هذا الوطن الغالي من كل مكروه ويجنّبه حادثات الزمان.
***
ثانياً أشكر كل من أشار إلى مقالتي التحذيرية التي كتبتها قبل عدة أشهر في صحيفة الجزيرة من وقوع الحادث سواء من خلال تغريداتهم بـ(التويتر) و(الهشتاق) عن الحادث، كما أشكر كل أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة التي أشارت إلى تلك المقالة من منطلق الحب والمصلحة العليا وتعميم الفائدة.
***
ثالثاً لقد اكتشفت أنني لست الوحيد الذي حذّر من وقوع هذه الطارئة التي كانت (متوقعة) الحدوث من خلال المشاهدة اليومية لسلوك سائقي الشاحنات واستهتارهم بأرواح الناس بلا وازع من ضمير وما كانت تشكله هذه (الديناصورات الحديدية) المرعبة من هلع واختناق مروري ظاهر للعيان.
***
رابعاً لعل أكثر ما ساءني في تناول الحدث هو القول إن الجسر إياه غير قابل للإصلاح بل للإلغاء أي يمكن وضع دوار في مكانه، وهذا ما يسبب اختناقا أكثر وإبطاء في حركة السير.
أما أكثر ما جاء في حديث بعض من تعنيهم المسألة من غرابة فهو قول أحدهم إن الشاحنة لا تستطيع التوقف لمسافة (2 كيلومتر) من محاولة سائقها استعمال المكابح(!!)
***
أما المهزلة الكبرى فهي محاولة شركات التأمين الخاصة بتلك الشاحنة أو الشاحنات التخلص من تحمل المسؤولية وما يلحق بهذا الحادث من (ديّات) وتعويضات بالأرواح والممتلكات.. وآخراً نكرر الدعاء أن يحفظ الله هذا الوطن العزيز من كل مكروه.