في المؤتمر الصحفي الذي عُقد بوزارة الصحة صباح الاثنين الماضي، أفاد الدكتور زياد ميمش، وكيل الوزارة، أن فيروس كورونا جديد، وأن هناك غموضاً في تسجيل حالات الإصابة به، وأنهم لا يزالون يتعرفون على المرض وتفاصيله عبر مراقبته بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، مؤكداً على حرص الوزارة على الشفافية وإطلاع الرأي العام على الوضع الصحي.
هذه النبرة القلقة وغير الواثقة، لم نسمعها من قبل. لقد سمعنا وقرأنا تصريحاً ذا نبرة مختلفة ومتفائلة ومليئة بالثقة بالنفس، يفيد بأن موسم هذا الحج خالٍ من فيروس كورونا. ولقد صرحتْ به الوزارة، قبل وصول الحجاج إلى المشاعر. ولقد علقت على هذا التصريح بقولي: لماذا الاستعجال في التصريحات الصحية، دعوا الحجاج يصلون أولاً.
نحن لا نريد أن تكون تصريحات وزارة الصحة متناقضة، نريدها أن توحد تصريحاتها، لكيلا تحدث بلبلة في كافة الأوساط. ونريدها أيضاً أن تكون شفافة، مهما كان الأمر. فتجربتنا مع إنفلونزا الخنازير، لم تكن مهنية بالمعنى الوقائي، الأمر الذي جعل نصف المجتمع لا مبالٍ، والنصف الثاني حذر أكثر من اللازم، وبدرجة تثير السخرية! وأنا بصراحة أميل إلى النصف الثاني، لأنني لا أمتلك معلومة صلبة، بل معلومات يذبح بعضها بعضاً من الوريد للوريد. طبيب يخوفنا، وطبيب آخر يقول لنا: يا شيخ، كل هذا هلس شركات أدوية!