|
عندما أحرص على متابعة لقاء كروي يجمع فريقين متنافسين في مدينة واحدة أو كما يحلو للرياضيين أن يسموه (ديربي) فلأهلي والاتحاد ديربي الغربية أحرص على متابعته لأن لقاءاتهما تنافسية تشعل أحداثها الوسط الرياضي، كما هي مباريات النصر والهلال ديربي الوسطى أو الاتفاق والقادسية ديربي الشرقية أو التعاون والرائد ديربي القصيم.. هذا الديربي أو ذاك تحرك الوسط الرياضي ويصاحب ذلك تنافس إعلامي بين أنصار الفريقين..
إن ما حدث في مباراة الأهلي والاتحاد لا يعدو كونه احتقانا شدد عليه الوضع التنافسي بين الفريقين وأشعل فتيله أنصار الفريقين قبل انطلاقة المباراة.. إنني أعترف حقيقة أنني كنت أتوقع مثل هذه الأحداث في كل مباراة يلعبها الفريقان لأنهما يدخلان المباراة وهما على صفيح ساخن ولا يحتاج هذا الصفيح الساخن إلا لشرارة بسيطة لتشتعل فيها حمى الأحداث وقد تأجلت تلك الشرارة إلى ما بعد نهاية المباراة ليكون ختامها الصورة المشوهة عن الكرة السعودية التي لم نكن بحاجة لمزيد من التشويه في المشهد الرياضي، وقد ضقت ذرعا عندما شاهدت الركل والرفس في ملاعبنا وآثار الكدمات على وجه إداري الأهلي طارق كيال وقبل دخوله في مشادة أسقطت شماغه وعقاله وما خفي كان أعظم.. لقد برر هزازي اعتداءه على الحربي أن الأخير تلفظ على أمه وأنا هنا لا أضع المبرر لهزازي ليعتدي بذلك الكف الطائش والأم ولا شك لها قيمة كبرى (هذا إن صدق هزازي في تبريره) وكان خيرا له لو تعامل مع الحدث بشكل هادئ وبحكمة وعقلانية معتبرة.. أعود لما قلت في البداية أنني كنت أتوقع مثل هذه الأحداث، كما أن ذلك متوقع من الجميع فكان من الأجدى أن يكون المخططون سواء في جهاز الأمن أو منظمو المباراة من قبل رعاية الشباب أو عقلاء الناديين أن يكون موقفها أكثر شدة وصرامة عند الدخول للملعب سواء جماهير أو غيرهم فلم يكن تواجد جهاز الأمن إلا بعد اشتعال الأحداث وموقف اتحاد القدم أظنه سيكون سلبيا وفقا لتصريح الأستاذ أحمد عيد الذي أشار إلى أن المباراة آسيوية ونسي أو تناسى أن المباراة في الملاعب السعودية وعلينا واجب التنظيم فضلا عن كون الفريقين سعوديين ولو كان الفريقان من خارج الوطن ويلعبان في بلادنا لكان واجب التنظيم بشكل أفضل ولو كان الأهلي والاتحاد يؤديان المباراة خارج المملكة لكان المطلب الأهم التحلي بالأخلاق الفاضلة. وفق الله المخلصين في بلادنا لكل خير والله الموفق.
سليمان بن علي النهابي - sanksa2010@hotmail.com