|
هذه شكوى نسمعها دائماً من أحبائنا في العيادة، وتعني انسداد الأنف، وأحياناً يقولون «أنا عندي لحمية!». هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى انسداد الأنف، وقبل أن نخوض فيها دعونا نقسم الموضوع إلى: أسباب انسداد الأنف في الأطفال، وأسباب انسداد الأنف في الكبار.
أنواع انسداد الأنف
1- انسداد الأنف قد يكون انسداداً متقطعاً، أي يأتي أحياناً في وقت معين من اليوم، مثل وقت النوم مثلاً، كما هو في الحساسية الأنفية البسيطة.
2- انسداد على أحد جانبي الأنف، أي تارة في اليمين وتارة أخرى في اليسار، مثل التهابات الأنف والإنفلونزا والحساسية أيضاً.
3- الانسداد الدائم من أحد جانبي الأنف مثل انحراف الحاجز الأنفي، أو وجود جسم غريب كما هو في الأطفال، أو انسداد خلقي في إحدى فتحتي الأنف الخلفية، وأخيراً وجود كيس أو ورم أو زوائد لحمية في أحد جانبي الأنف.
4- الانسداد الدائم في فتحتي الأنف، وغالباً ما يكون بسبب وجود زوائد لحمية في تجويف الأنف أو وجود ورم كبير خلف الأنف.
انسداد الأنف عند الأطفال
1- اللحمية عند الأطفال:
تتكون حتى سن الـ 12، ثم يبدأ حجمها في الضمور، وتختفي تدريجياً، وهي عبارة عن وجود أنسجة ليمفاوية في التجويف خلف الأنف (البلعوم الأنفي)، وأعراضها تتفاوت من حيث الحدة والشدة ومقدار انسداد الأنف والأماكن المحيطة بها.
وأعراضها غالباً ما تكون انسداد الأنف الذي يؤدي إلى التنفس بصوت مسموع أغلب الوقت، وملاحظة وجود مجهود واضح لدى الطفل في عملية التنفس، وصعوبة تناول الرضاعة أو الأكل وما يصحبه من نهجان أثناء الأكل، وكذلك الشخير والنوم المتقطع، وكثرة البكاء مع وجود جفاف في الشفتين، خاصة الشفة العليا، مع بروز الأسنان في الفك العلوي في الحالات المزمنة، مع وجود تكرار لالتهابات اللوزتين والجهاز التنفسي وما يصحبه من سعال وإفرازات من الأنف والجهاز التنفسي، وميل الطفل إلى السكينة وعدم مجاراة الأطفال في اللعب وكثرة الحركة وبعض التأثيرات العقلية وعدم الاستجابة.
والشخير عند الأطفال يؤثر في نموهم العقلي، ولا ننسى تأثير اللحمية على الأذنين؛ حيث إن حركة التهوية تعوق الأذن الوسطي عن طريق قناة استاكيوس؛ الأمر الذي يؤدي إلى ارتشاح سوائل في الأذن الوسطي، وأعراضه تكون مزيداً من الضيق النفسي بالنسبة للطفل، وقلة السمع، والتأخر في النطق في بعض الأحيان، وكذلك عدم تركيز الطفل لما يدور حوله من كلام وفعال.
علاج اللحمية في الأطفال
يختلف العلاج من مريض إلى آخر حسب شدة الأعراض؛ ففي الأعراض البسيطة قد يكتفي الطبيب بإعطاء المريض مضادات الحساسية والمضادات الحيوية، على أمل التقليل من التورم الذي يصاحب اللحمية أثناء الالتهاب، أما في حالات اللحمية ذات الأعراض الشديدة، التي لا تستجيب للعلاج، فإزالة اللحمية جراحياً هي الحل الأمثل.
انسداد الأنف عند الكبار
كما ذكرنا في مقدمة المقال أن الالتهابات الحادة التي تصيب الأنف مثل الإنفلونزا أو الالتهابات البكتيرية أو التهابات الفطريات غالباً ما تسبب انسداداً متقطعاً مصحوباً بإفرازات غالباً ما تزول بزوال المسبب بعد العلاج بإذن الله.
وهناك أسباب موضعية داخل الأنف، مثل الحساسية المزمنة التي تؤدي إلى تضخم الأنسجة داخل الأنف، خاصة القرنيات الأنفية، إضافة إلى الإفرازات. وغالباً ما يكون الانسداد متقطعاً، أي أحياناً يغلق، وأحياناً يفتح، وأيضاً متغيراً.. تارة يكون في جهة واحدة، وتارة في الجهة الأخرى. وهناك نوع آخر من الانسداد في حالات الحساسية الشديدة، تُكون اللحميات، وهي الزوائد اللحمية الأنفية، وهي زوائد لحمية ذات سطح أملس ناعم مستديرة غالباً وشفافة أو ذات لون أصفر أو أبيض شاحب، تتصل بالغشاء المخاطي المبطن للأنف.
والجيوب الأنفية توجد على جانبي فتحتي الأنف، وهي متعددة، أي أكثر من لحمية في وقت واحد، وأعراضها تكون مثل أعراض الأنف في تضخم القرينات من حيث الانسداد شبه الدائم والإفرازات والعطس وضَعْف الشم.
علاج الانسداد في الكبار
العلاج يكون مثل القرينات عند وجود لحميات صغيرة أو متوسطة بدون أعراض شديدة. وغالباً ما تستخدم مضادات الحساسية ونقط الأنف بالكورتيزون بوصفها علاجاً موضعياً.
أما في حالات تضخم اللحمية، التي تسبب شبه انسداد كامل في الأنف فالتدخل الجراحي هنا مطلوب لاستئصال هذه الزوائد مع تنظيف الجيوب نسبياً باستعمال المنظار.
انحراف الحاجز الأنفي
وأخيراً يأتي انحراف الحاجز الأنفي، الذي يحدث نتيجة ضربة على الأنف لدى الكبار أو الصغار. وجدير بالذكر أن 60 % من الناس لديهم درجات متفاوتة من انحراف الحاجز الأنفي الذي لا يتطلب تدخلاً جراحياً، أما الانحراف الشديد الذي يسبب انسداد في إحدى مجاري الأنف أو مصاحب للزوائد اللحمية والحساسية الشديدة في الأنف أو الالتهاب المتكرر للجيوب الأنفية بسبب الحاجز فغالباً ما ننصح بتعديل الحاجز الأنفي.
د. حامد السروي - د. فادي فكري - وحدة الأنف والأذن والحنجرة