عام مضى وعام جديد مقبل فلا أمل بالجديد الآتي ولا منجز بالماضي القريب ولا البعيد هي وقفة تأمل بمشهدنا الثقافي الذي حاله أشبه بقطرات ماء انسابت من أعلى سقف مغارة ثم تكلست بحالة صمت دون حراك تعجبنا هيئتها التجريدية ولكنها تجردت من كل روح وخطاب.
قد يقول البعض إن نظرتي سوداوية وتشاؤمية لما هو حاصل بثقافتنا ومثقفينا ولهم الحق في ذلك فهم المستفيدون من هذا التدني الثقافي على المستوى الأدبي والفني والفكري..
حيث إنهم يقتاتون كالطحالب التي تحيا على ركود البحيرات بمياهها الراكدة فتطفو إحداها على السطح وتغلق مجرى الماء الذي يزود البحيرة بالجديد وتحجب أشعة الشمس من التسلل إلى أعماق البحيرة فتسيد بالمكان وتتوالد بدورتها الأحادية الثنائية الجرثومية الاختزالية فتهرب كل الطيور المغردة عنها لان رائحتها أصبحت نتنة ومرتعا للانتهازيين من الكائنات..؟!
بعيدا عن الطحالب والتطحلب أود أن أعود إلى العام الجديد..!
ما يهمني بوجه عام حال المثقف والمتاهة التي يحياها وبوجه خاص حال الفنون والتجاهل التي تصطدم بها بجميع أقسامها، حيث إننا مقدمون على عام جديد، نأمل فيه من وزارة الثقافة والإعلام التحرك لوضع خطط استراتيجية ترتقي بالمشهد الثقافي وإيجاد (الهيئة العليا للفنون) التي قد اقترحها - سابقا - أستاذنا الناقد التشكيلي: محمد المنيف, وليست غائبة عن توجهات المسؤولين، فإيجاد تلك الهيئة سيعيد ترتيب الأوراق بشكل يتناسب مع ما نسمو إليه فما المانع من أن تنشأ - الهيئة العليا للفنون - وتقرها وزارة الثقافة، فقد علمنا أن لدى معالي الوزير الصلاحيات لإقرار مثل هذه المقترح، في ظل وجود النوادي الأدبية والدعم السخي لها وجمعية الثقافة والفنون بجميع مناطق المملكة ما يجعل المهمة سهلة لإيجاد اللجان الفرعية، ومن ثم اللجنة الأساسية في الوزارة، ونكون بذلك قد عززنا الثقافة والأدب والفنون بأفكار ومنجزات إبداعية نقارع بها الأمم الأخرى، ونكون قد أسهمنا في إيجاد المناخ المناسب للمثقف.
الشاهد هنا.. أن العالم يمر بتحولات ثقافية متسارعة ونحن قابعون مكاننا لم نستوعب ذاتنا الفكرية..؟! يا ترى هل المسؤول لدينا يعي أن هنا ثقافة ما بعد الربيع العربي..!!
jalal1973@hotmail.comtwitter@jalalAltaleb