القَلْبُ والشَوقُ الغَريْقْ
قذَفَتْ بهِ الآمَالُ لُغْزا ضَائِعَاً يُدْمِي النّهَارَ
وَعَلَى الدّرُوْبِ حَدَائِقُ للّيْلِ يَسْكُبُهَا الرّحِيْلُ
في رَنّةِ الوَجْدِ العَتِيْقْ
وَاللّونُ مُنْتَعِشُ السّفُورُ بخَطْوِهِ
خَفَتَتْ بِهِ الأَحْلَامُ إلا تَمْتَمَاتِ الضَائِعِيْنَ تُعِيْدُهُ,
وَمُنَى الضِفَافِ,
وَمَا تُحِيْكُ الرّيْحُ مِنْ تَعَبٍ قَدَيْمٍ
فِيْ شُرْفَةِ العُمُرِ اللّصِيْقْ
اللّيْلُ تَسْعِفُهُ المَصَابِيْحُ المُغِبّةُ وَجْهَهَا
وَدَفَاتِرُ الأيَامِ بَيْنَ سُطِوْرِهَا أجَلٌ مُتَاحٌ
يُرْهِقُ الوَقْتَ الذيْ أَدْمَاهُ مُخْلَبَهُ الطّلِيْقْ
كَمْ غَرّ بالدّفْءِ الجَلَيْدُ يَصُبّهُ كَأسَاً عَلى
شِفَةِ الشّتَاءِ, يُذِيْبُهُ وَجَعَا بمَائِدَةِ المَنَافيَ
وَالحَوَانِيْتِ العَتَيْقَةِ كَالدُخَانِ
وَقَدْ تَبَعْثَر بالزُحَامِ عَلى زُجَاجَاتِ العَقَيْقْ
والكّوْخُ أَخْفَى مُعْطَفَ الحُزْنِ المُعَبَأَ خَوْفِهُ
بَينَ الوّجُوْهِ,بُكُلّ رَائِعَةٍ يُخِيْطُ جِدَارَهُ
بَصَدَىْ غِنَاءٍ ظَلّ يَعْشَقَهُ الطّريْقْ
يَتَقَاطَرُ العَزْفُ المَسَائِيُ المُرُاقُ عَلَى
الخَمَائِلِ كَالبّيَاضِ فَيَنْثُرُ اللّحْنَ الحَزَيْنَ
كَأنّهُ سَعَفٌ تُغْنِي للنَخِيْلِ رَحِيْلَهَا
وَعَلَى الرّفُوْفِ تَبَضّعَ البَرْدُ المُبَللُ
رَشْفَةَ الصّبْحِ المُسَالَةِ فِيْ كُؤُوسِ الغَيْبِ
كَالظّلّ الرَقَيْقْ
وَاللّوْنُ يَعْبَثُ بالرّمَادِ عَلَىْ قِشُورِ التّبْغِ
يَرْسُمُ نَبْضَهُ أُحْفُورَةً فَرّتْ مِنَ النّسْيَانِ
نَحْوَ بُكَائِهَا للنَقْشِ, يَشْرَبُهَا الجِدَارُ
وَقَدْ تَجَاهَلَهَا الرّحِيْقْ
أَتَمُوْتُ بالحُبّ المَنَافِي مُثْلَ أوْرَاقِ الخَرِيْفِ
تَدُوْسُهَا سِكَكُ الضّيَاعِ بَألْفِ لَونٍ
وَهْيَ تُوْمِئُ للوِدَاعِ الصَعْبِ يَعْصِبُهَا
عَلَى سَهَرِ الرّصِيْفِ/ التِيْهِ بالزّمَنِ السَحِيْقْ
نَطَقَ الضَبَابُ عَلَى فَمِي
وَتَهَامَسَ الوَجَعُ الثّقِيلُ عَلَى يَدِي
حَقاً: تَمُوتُ أَصَابِعُ المَنْفَىْ وَلَكِنْ لَا يَمَوْتُ
الحُبّ فِي الوَطِنِ العَتِيْقْ