الإنسان الصادق مع الله لا يخالف طبيعته الإنسانية وفطرته النقية التي جُبل عليها من التقوى وكريم السجايا ونبل الخصال، هذا عن طبائع الإنسان في حياته العادية، وتصبح هذه القيم أكثر إلحاحاً والتزاماً عندما يكون في موقع المسؤولية.
ومعالي الأستاذ إبراهيم بن محمد بن داود مستشار سمو وزير الداخلية من الرجال الذين يُعرفون بالحق، وهذا ليس بغريب ولا بجديد عن شخصية مشبعة بالقيم والتفاني لسنوات طويلة مديراً لمكتب سمو نائب وزير الداخلية، وعرفه الجميع على تواضع الكبار والوقار بغير تكلف، وعرفناه رجل إنجاز وقلب كبير يسارع إلى الخيرات في المواقف العملية والحياتية. وهكذا هي ثقافة الداود وسماته الإدارية الجميلة في المعاملة وإنجاز المعاملات في مواقع مهمة ومهام دقيقة.
وكيف لا يتمتع الأستاذ إبراهيم الداود بهذه الصفات والسمات الرفيعة الرائعة، وقد جُبلت عليه شخصيته المحترمة، وسقاها عبر مشوار طويل من مدرسة الحكمة والفضائل العالية لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وقد حظي معاليه بالثقة الكريمة بتعيينه على وظيفة مستشار وزير الداخلية بالمرتبة الممتازة، وهي مناسبة نهنئه عليها والتي تعكس تقدير ولاة الأمر في شخصه وخبراته.
أحياناً بل كثيراً ما نجد مكاتب بعض المسؤولين في الأجهزة التنفيذية حتى في دوائر صغيرة لا يعرفون حقوق الناس المراجعين وأصحاب المعاملات أو الشكاوى، وأمثال هؤلاء يحولون بين المرء وحقه عند المسؤول، لأن دورهم في نظرهم ينحصر أساساً في بناء أسوار حول المدير وغلق أبوابه، حتى لو كانت معاملة المراجع لن يحلها إلا المسؤول نفسه بعد عناء مع الروتين.
على عكس ذلك تماماً عرفنا «أبو عبدالرحمن» الأستاذ إبراهيم الداود دائماً على خصال حميدة عملاً بالتوجيه النبوي الكريم (الدين المعاملة) وهل هناك أكرم وأزكى من هذه الفضيلة من بشاشة ولين القول وقضاء حوائج الناس، وهذه هي خلق وطبائع كل من شرُف بالعمل والتعلم في المدرسة القيادية المتميزة للأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وشمائلها المنصهرة في ذات المدرسة التي أفاض فيها بالحكمة والعزيمة والمحبة والإنسانية الراحل الكبير فقيد الوطن سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، طوال مشواره الطويل في خدمة الدين ثم المليك والوطن.
إن كل من عرف معالي الشيخ إبراهيم الداود في شخصه ومسؤولياته، لمس منه صدق هذه المناقب، وشهادتي فيه مجروحة بحكم عملي السابق معه لسنوات طويلة خلال مشوار امتد لأكثر من ثلاثة عقود شرفت فيها بالعمل في وزارة الداخلية، وما أجمل وأنصع ما تحمله الذاكرة عن قيم التعامل الراقي من أستاذنا الداود وخصاله الإدارية.
فأبو عبدالرحمن يحض دائماً على الفضائل الرفيعة مع موظفيه ومع المراجعين على السواء، أبوابه مفتوحة ويهتم بكل معاملة ولا يهمل مراجعاً ولا يضيق به ولو بنظرة غاضبة أو تململ وتجاهل، وصراحته معهم مفعمة بالمودة والإقناع وتقدير ظروفهم، والحرص على إنجاز معاملاتهم على كثرتها الهائلة يومياً، سواء تسلمها مباشرة أو عبر دوائر العمل المختصة، وتبهرك شخصيته بتواضعه وكريم أخلاقه، يستقبل الناس بالبشر والبشاشة وصفاء القلب، ويستمع لطلبهم، ويصبر على الاستفسارات، ويحرص على إيصال صوت المواطن إلى الأمير الإنسان أحمد بن عبدالعزيز، وسموه الكريم يثق دائماً في دقته وشفافيته في نقل الحقائق لإحقاق الحق والعدالة. لذلك دائماً يترك في النفس أطيب الأثر والرضا والدعاء لسمو الأمير لوضعه الرجل المناسب في المكان المناسب لسنوات طويلة.
إن مبدأ ولاة الأمر ونهجهم يقوم على تقوى الله ومخافته سبحانه في شؤون الوطن والمواطن، والإنسان على عمومه وتعزيز حقوقه وكرامته. وهذا النهج نتمنى أن نجد صداه في كل أجهزتنا وكل مسؤول وموظف تجاه وطن يستحق من الجميع الكثير والكثير.