قرأت ما كتبه الأديب الدكتور محمد بن عبدالله العوين في زاويته كلمات في الجزيرة بتاريخ 1 من ذي القعدة 1433هـ تحت عنوان رسالة إلى وزير التربية والتعليم حيث تناول بعرض جيد تاريخ الوزارة في عهودها الماضية حيث كانت مستقلة وضاءة وتخرج من مدارسها أجيال رائدة من العلماء والتربويين والإداريين ولقد أثار الشجون حيث كنت شاهداً على تلك الحقبة التاريخية المضيئة فقد عملت في وزارة المعارف أكثر من عشرين عاماً في ميادين تربوية متعددة ومن ضمنها مديراً لمدرسة اليمامة الثانوية بالرياض في الثمانينيات الهجرية وكانت المدارس شعلة بنشاط متوهج ومحل تنافس وسباق وكنا نقيم الأمسيات الثقافية وبها ناد ثقافي كان له اثره في إثراء الوعي الثقافي والنشاط المسرحي والخطابي ولقد أتيح لي أن أكون شاهد عيان على تلك الفترة من مسيرة التعليم في تلك المرحلة واحتفظ بذكريات عن تلك الفترة لا يمكن أن تنسى وهي فترة مهمة للغاية حيث تمثل قفزة في ميادين العلم والتربية والمعرفة وكانت المدرسة مركز تفاعل علمي فعال ومنتدى تآلف وتنشئة وتوجيه ومصدر اشعاع وكان لتلك المدارس فضل الاسهام في تكوين جيل واعٍ مستنير وكان الشباب متعطشاً للعلم والأساتذة يبذلون ما وهبهم الله من معرفة بكل حرص واجتهاد ويقام في كل عام مهرجان سنوي - ثقافي ورياضي يحضره المسؤولون في وزارة المعارف ويكرم فيه المبرزون وكان الأساتذة فخورين بمعلومات الطلاب وسعة اطلاعهم، إنها مشاهد وذكريات ما زالت ماثلة في النفس ونتمنى لمدارسنا اليوم أن تحرص على تربية الشباب وتهيئتهم للحياة فكرياً وسلوكياً ومعرفياً وإكسابهم المعارف والمهارات المختلفة وتنمية الاتجاهات السلوكية البناء وتهيئتهم ليكونوا أعضاء نافعين في بناء مجتمعهم وتنمية مهارات القراءة وعادة المطالعة سعياً وراء زيادة المعارف وتنمية القدرة اللغوية بشتى الوسائل التي تغذي اللغة العربية وتساعد على تذوقها وإدراك نواحي الجمال فيها أسلوباً وفكرة فقد أشار الدكتور محمد إلى أن الكثير من الطلاب يتخرجون وهم لا يفرقون بين الفاعل والمفعول ولا يتحدثون حديث المتعلم بل حديث الأمي نتمنى لشبابنا أن يكونوا أكثر وعياً وجداً وعملاً وعطاءً ورقياً ونهوضاً، حقق الله الآمال ووفق الجميع.
عبدالله بن حمد الحقيل - مستشار تربوي سابق