حال الكثير منا بالنسبة للانتخابات الأمريكية التي جرت كان يؤيّد أن تتعامل مع من تعرفت عليه خيراً من أن تتعامل مع شخصية جديدة قد لا تعرفها، والبعض الآخر يعارض هذا القول، إذ يعتقد أن من تعرّفت عليه قد استطعت أن تعرف حدوده وإمكاناته وأهدافه والتي قد لا ترقى للتطلعات
والآمال فقد تكون الشخصية الجديدة فيها ما يلبي تلك التطلعات ويحقق الآمال.
ولعل الظروف العالمية وما تمر به العديد من المناطق من توترات لا تستدعي أن تأتي قيادات جديدة يضيع الوقت في تجربتها ومعرفة توجهاتها وردود أفعالها حيال الأحداث، غير أن الشعار الذي رفعه الرئيس الأمريكي المعاد انتخابه اليوم خلال فترة رئاسته الأولى كان بعنوان (الأمل والتغيير) فهل فعلاً كان هناك تغيير خلال الأربع السنوات الماضية من أمريكا.
أعتقد أن الأمر كما هو ولم يتغيّر شيء خصوصاً ما يتعلق بأهم قضية عند العرب والمسلمين وهي قضية فلسطين، فأمنيات وتطلعات المسؤولين عادت من جديد، فمن جهته طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في برقيته للرئيس الأمريكي إنجاز تسوية دائمة في الشرق الأوسط وتحقيق السلام العادل والدائم على أساس مبدأ حل الدولتين، أما حماس فقد عبّرت عن أملها في أن يلتزم الرئيس الأمريكي (بالحقوق الفلسطينية) ووقف الانحياز لصالح إسرائيل، وأما أمين عام جامعة الدول العربية فعبّر عن أمله في أن يعمل أوباما على السعي من أجل إقامة دولة فلسطينية وإحلال سلام دائم في الشرق الأوسط.
تابع الكثير هذه الانتخابات ولكني أشعر بأن حالهم في تلك المتابعة هو أشبه بمن يتابع برنامج مسابقات مثير أو يتابع مباراة في كرة القدم ويتطلع المشاهد إلى أن يفوز فريق على آخر بغض النظر عن ما يعقب هذا الفوز خصوصاً إن كانت نتائج المتنافسين متقاربة عندها يشتد الحماس ويزيد الاهتمام بهذا الشأن.
وهكذا يعود أوباما إلى كرسي الرئاسة مرة أخرى غير أنه اليوم يشير إلى أن أمريكا قادمة للأفضل من خلال الخطاب الذي قدمه بمناسبة فوزه وإعادة انتخابه، ولكن ماذا عن الدول الأخرى التي تلعب أمريكا دوراً كبيراً في استقرار أوضاعها هل هي قادمة للأفضل أيضاً من خلال إعادة الانتخاب، هل الدماء التي تسيل في سوريا ستتوقف وهل العبث الذي يحصل في البحرين سينتهي، وهل سيبقى العراق لقمة سائغة للإيرانيين كما هو الوضع اليوم، وهل الحبل السري بين لبنان وإيران سيبقى ممدوداً؟ هناك العديد والعديد من الأسئلة التي نطرحها اليوم على من كان يتابع بشغف وحرارة الانتخابات الأمريكية وكأننا سنجني منها شيئاً ملموساً أو أنها ستحل قضايانا المصيرية.
البعض يرى أن منصب الرئيس الأمريكي ما هو إلا واجهة يتم من خلالها تقديم الأفكار والبرامج والخطط الإستراتيجية، أما أدوات التنفيذ وما يحدث على أرض الواقع فيتم التنسيق له وإعداده من خلال جهات أخرى ووفق مخططات مختلفة وهذا ما يتضح من خلال الكثير من القضايا التي مهما تغيّرت الوجوه على كرسي الرئاسة فإننا نجدها لم تتغيّر.
أن نتابع انتخابات غيرنا ونستفيد من تجاربهم أمر جميل ولكن الأجمل أن نعمل نحن على إصلاح أوضاعنا وأن نسعى إلى تحسين قدراتنا وتطويرها وأن نصحح من أخطائنا وأن لا نتكل على غيرنا ونعتمد دائماً على أنفسنا فلن ينفعنا أحد إن لم ننفع نحن أنفسنا ولن ينفعنا أوباما أو غيره ولو بقي على كرسيه مائة سنة إن لم ننفض غبار الضعف عنا ونصبح أقوياء بما لدينا من إمكانات بشرية ومادية.
والآمال فقد تكون الشخصية الجديدة فيها ما يلبي تلك التطلعات ويحقق الآمال.
ولعل الظروف العالمية وما تمر به العديد من المناطق من توترات لا تستدعي أن تأتي قيادات جديدة يضيع الوقت في تجربتها ومعرفة توجهاتها وردود أفعالها حيال الأحداث، غير أن الشعار الذي رفعه الرئيس الأمريكي المعاد انتخابه اليوم خلال فترة رئاسته الأولى كان بعنوان (الأمل والتغيير) فهل فعلاً كان هناك تغيير خلال الأربع السنوات الماضية من أمريكا.
أعتقد أن الأمر كما هو ولم يتغيّر شيء خصوصاً ما يتعلق بأهم قضية عند العرب والمسلمين وهي قضية فلسطين، فأمنيات وتطلعات المسؤولين عادت من جديد، فمن جهته طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في برقيته للرئيس الأمريكي إنجاز تسوية دائمة في الشرق الأوسط وتحقيق السلام العادل والدائم على أساس مبدأ حل الدولتين، أما حماس فقد عبّرت عن أملها في أن يلتزم الرئيس الأمريكي (بالحقوق الفلسطينية) ووقف الانحياز لصالح إسرائيل، وأما أمين عام جامعة الدول العربية فعبّر عن أمله في أن يعمل أوباما على السعي من أجل إقامة دولة فلسطينية وإحلال سلام دائم في الشرق الأوسط.
تابع الكثير هذه الانتخابات ولكني أشعر بأن حالهم في تلك المتابعة هو أشبه بمن يتابع برنامج مسابقات مثير أو يتابع مباراة في كرة القدم ويتطلع المشاهد إلى أن يفوز فريق على آخر بغض النظر عن ما يعقب هذا الفوز خصوصاً إن كانت نتائج المتنافسين متقاربة عندها يشتد الحماس ويزيد الاهتمام بهذا الشأن.
وهكذا يعود أوباما إلى كرسي الرئاسة مرة أخرى غير أنه اليوم يشير إلى أن أمريكا قادمة للأفضل من خلال الخطاب الذي قدمه بمناسبة فوزه وإعادة انتخابه، ولكن ماذا عن الدول الأخرى التي تلعب أمريكا دوراً كبيراً في استقرار أوضاعها هل هي قادمة للأفضل أيضاً من خلال إعادة الانتخاب، هل الدماء التي تسيل في سوريا ستتوقف وهل العبث الذي يحصل في البحرين سينتهي، وهل سيبقى العراق لقمة سائغة للإيرانيين كما هو الوضع اليوم، وهل الحبل السري بين لبنان وإيران سيبقى ممدوداً؟ هناك العديد والعديد من الأسئلة التي نطرحها اليوم على من كان يتابع بشغف وحرارة الانتخابات الأمريكية وكأننا سنجني منها شيئاً ملموساً أو أنها ستحل قضايانا المصيرية.
البعض يرى أن منصب الرئيس الأمريكي ما هو إلا واجهة يتم من خلالها تقديم الأفكار والبرامج والخطط الإستراتيجية، أما أدوات التنفيذ وما يحدث على أرض الواقع فيتم التنسيق له وإعداده من خلال جهات أخرى ووفق مخططات مختلفة وهذا ما يتضح من خلال الكثير من القضايا التي مهما تغيّرت الوجوه على كرسي الرئاسة فإننا نجدها لم تتغيّر.
أن نتابع انتخابات غيرنا ونستفيد من تجاربهم أمر جميل ولكن الأجمل أن نعمل نحن على إصلاح أوضاعنا وأن نسعى إلى تحسين قدراتنا وتطويرها وأن نصحح من أخطائنا وأن لا نتكل على غيرنا ونعتمد دائماً على أنفسنا فلن ينفعنا أحد إن لم ننفع نحن أنفسنا ولن ينفعنا أوباما أو غيره ولو بقي على كرسيه مائة سنة إن لم ننفض غبار الضعف عنا ونصبح أقوياء بما لدينا من إمكانات بشرية ومادية.