ليس من السهل الكتابة عن شخصية مثل شخصية الأمير محمد بن نايف، أحد أشبال فقيد الأمة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، فمن الصعب أن يجد اليراع العبارات المناسبة التي تليق بهذه الشخصية الكبيرة، وتكمن هذه الصعوبة في أنّ شخصيته ذات أبعاد وجوانب متعدِّدة الجانب العملي، والبُعد الإنساني، والحس الاجتماعي، إضافة إلى ما تتمتع به من الريادة في الجانب الأمني، يشعر كل من يشاهدها أنها تحاط بوافر من التقدير.
محمد بن نايف.. شخصية وطنية مليئة بالتنوُّع وتعدُّد التخصصات والمهام، حصل على بكالوريوس في العلوم السياسية، كما خاض عدة دورات عسكرية متقدمة في عدد من الجامعات والمراكز المتخصصة الني تتعلّق بمكافحة الإرهاب داخل المملكة وخارجها.. وتقلّد عدداً من الأوشحة الدولية الرفيعة, ولتميُّزه جذب نحوه المسؤوليات في الدولة، إذ حظي بثقة خادم الحرمين الشريفين فصدر أمره الكريم بتعيينه مساعدًا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بالمرتبة الممتازة. وتم التمديد لسموه بمنصبه لمدة أربع سنوات لاستمرار الثقة به لشغل هذا المنصب، ثم صدر الأمر الكريم بتعيينه بمرتبة وزير ومدّد له للمرة الثانية وتم ضمه إلى عضوية المجلس الأعلى للإعلام. وأخيراً صدر الأمر الكريم بتعيينه وزيراً للداخلية خلفاً لسمو الأمير أحمد بن عبد العزيز.. ضارباً أروع الأمثال في الإخلاص والولاء وقوّة العزم وسرعة التنفيذ والتمسُّك بمهامه، وصيانة رسالتها النبيلة التي هي الدفاع عن أمن الأمة والوطن، ولا شك أنّ شخصية تحمل هذه المقوّمات تستحق بالفعل ما نالته من المناصب القيادية.
محمد بن نايف.. رجل الأمن الأول الذي عمل ليل نهار.. وضع روحه على كفه وقاد سفينة الأمن وسط بحور متلاطمة وأنواء عاصفة، فكانت صلابته ورؤاه طريق النجاة إلى بر الأمان، حتى أصبحت بلادنا تنعم بالأمن والأمان بفضل الله ثم بالجهد السخي في كل الأوقات وفي كل المواقع، وخاصة في المشاعر المقدّسة التي يفد إليها المسلمون من كل حدب وصوب لأداء مناسك الحج والعمرة، فتوطّد الأمن على ربوع هذا البلد الأمين.. جوهرة الدين وأنشودة السلام.. إنه فارس الحرب على الإرهاب لبذله جهوداً جبارة تحطّمت على صخرتها أفكار الزيغ والفساد.. بفعل الاستراتيجية المحكمة التي احتوت على إجراءات: المنع، والملاحقة، والحماية، والاستعداد، تواصل صداها إلى شتى أنحاء العالم، فأصبحت مثالًا للإخلاص والمثابرة والعمل الجاد..
حين نتطرّق إلى جهود الوطن التي بذلت في مكافحة الإرهاب، فإنه بلا أدنى شك يقترن ذلك باسم الأمير محمد في التصدِّي لهذا الوحش المسمّى بالإرهاب وببسالة رجال الأمن في مواقعهم الأمنية وشهدائنا الذين عطّروا تراب الوطن بدمائهم الزكية ضرباً من الفداء.. إنها تلك العزائم التي كانت أقوى من أن تخضع لحوادث.. تلك القلوب المملوءة بالشجاعة والقوة حتى في أحلك الساعات واللحظات العصيبة.
.. إنه ذلك الفكر النيّر الذي سبق الجميع إلى تغيير المفهوم التقليدي للأمن في الاستراتيجية الشاملة التي عملت على المواجهة الفكرية والمناصحة بنفس الاهتمام بالتعامل الأمني الرادع وتطبيق الأنظمة المرعية تجاه كل من يقترف هذا الجرم، ولقد كان لهذا التعامل الراقي الأثر الكبير في استئصال الإرهاب وجعل الوطن يربح الكثير من أبنائه الذين غرّر بهم فأصبحوا أعضاء فاعلين بالمجتمع.. حقاً إنه في اللحظات الحالكة، تسطع في سماء الوطن معالم تنير الطريق بمثل هذه الحرفية الأمنية التي أصبح لها السّبق.
إنّ تلك الرؤية الثاقبة والتوجُّهات والتطلُّعات الدؤوبة، يؤطّرها الوعي وعمق الإدراك والحس الأمني القادر على استشراف حاجات ومتطلّبات الوطن الأمنية، من خلال عمله الطويل في الوزارة الذي أتاح له فرصة التعامل مع مهندس الأمن الأول الأمير نايف والأمير أحمد واطلاعه المستمر على الكثير من الحالات والقضايا الأمنية والجنائية من مختلف مناطق ومحافظات المملكة، فلقد أولى سموه أهمية كبرى بالقطاعات الأمنية وزوّدها بجميع وسائل التقنية والتكنلوجيا بما يحقق الأداء القائم على الجودة في أداء المهمات في ظل توجيهات القيادة، مستنداً في ذلك إلى ما اكتسبه من خبرة في المجال الأمني، وما يتمتع به من صفات قيادية متميّزة وحكمة ورؤية متعمّقة لاستشراف المستقبل، ولا يستغرب منه ذلك، فسموه ممن اشتهر بالتأسِّي والاقتداء بوالده الأمير نايف الذي يضرب به المثل في الحكمة والإدارة والقيادة، فإنّ له خصائص على نسق ملامح وشخصية والده.. حقاً إنّ الأمير محمد سر أبيه الأمير نايف.. تلك الإرادة التي أثبتت أنها نبراس راسخ للوطنية.. إنه المعين الذي يزخر بروح الولاء والانتماء والتضحية في خدمة هذا البلد المعطاء، وما يبذله من جهود جبارة استكمالاً لمسيرة العطاء والنماء لمن سبقوه ووفاء لمرحلة الإنجاز والتطوير والتمكين التي تعنى بأمن المواطنين ومن هم يعيشون على صعيد هذه الأرض الطاهرة.
تهانينا القلبية الحارة مقرونة بأطيب التمنيات بهذه الثقة من لدن خادم الحرمين الشريفين التي هو أهلٌ لها سائلين المولى جلّت قدرته أن يعينه ويمده بعونه وتوفيقه.. وأن يحفظ الله لبلادنا رجالاتها وأمنها واستقرارها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.. والله من وراء القصد،،،
الرياض - هيئة الرقابة والتحقيق