سعادة رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة» المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اطلعنا على المقال المنشور في صحيفتكم بعددها الصادر يوم السبت 11 ذو الحجة 1433هـ، الموافق 27 أكتوبر 2012م، بعنوان: «يا ليل الآثار ما أطولك»، للكاتب الأستاذ فهد بن عبدالله العجلان، الذي تحدث خلاله عن عدم الاهتمام بسكة حديد الحجاز، وعدم العناية بالآثار من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار. بداية نود أن نتوجه بالشكر لكم وللكاتب الكريم على الاهتمام بالكتابة عن الموضوعات المتعلقة بآثار وتراث المملكة العربية السعودية وإرثها الحضاري، وتعقيباً على هذا المقال فإننا نود إيضاح التالي: لم تهمل الهيئة العامة للسياحة والآثار مسار سكة حديد الحجاز، بل عملت على عدد من المشاريع الخاصة بمسار السكة بهدف المحافظة عليها، وقد تضمنت مشاريع الهيئة للعناية بمسار سكة حديد الحجاز إجراء دراسة توثيقية لمسار السكة ولجميع المنشآت عليها بما فيها من محطات وقلاع وخزانات وجسور وغيرها من المنشآت، وتسوير مباني المحطات والقلاع على مسار السكة، وتوفير الحماية اللازمة لمرافق السكة من خلال جولات مراقبي الآثار، ومتابعة مكاتب الآثار بتبوك والعلا والمدينة المنورة لمنشآت السكة.
وقد انتهت الهيئة من ترميم عدد من محطات ومباني سكة الحديد وتوظيفها، حيث أتمت ترميم مباني المحطة في مدائن صالح وتأهيلها وتوظيفها توظيفاً ثقافياً، مثل إقامة مركز الزوار، ومتحف سكة الحديد، ومتحف طريق الحج الشامي بالقلعة الإسلامية، ومكتب الآثار، ومركز الأبحاث وغيرها.
كما تم الانتهاء من ترميم مباني محطة السكة الحديد في تبوك، وتوظيف جزء من مبانيها، وجاري العمل على استكمال توظيف بقية مباني المحطة، إضافة إلى الانتهاء من ترميم محطة السكة الحديد في المدينة المنورة وجاري العمل على توظيفها كمتحف للمدينة المنورة، كما يجري العمل حالياً على ترميم بعض مباني محطة البوير في منطقة المدينة المنورة.
كما أولت الهيئة قطاع الآثار والمتاحف اهتماماً كبيراً، ووضعت بمشاركة جهات حكومية ونخبة من المثقفين والمفكرين رؤية علمية واضحة للعناية بآثار المملكة، وذلك وفق إستراتيجية متكاملة تهدف إلى النهوض بالقطاع والحفاظ على الآثار والتراث الوطني وحمايته في كل مناطق المملكة.
وقد أعدت الهيئة مشروع نظام الآثار ورفعته إلى المقام السامي الكريم ويدرس حالياً تمهيداً لإقراره، وعملت على برامج متنوعة للحفاظ على الآثار تقوم بها فرق متخصصة من قطاع الآثار والمتاحف في كل مناطق المملكة، وتقوم بتسجيل جميع المواقع التي تم حصرها ضمن سجل الآثار، وتسيير فرق متابعة بشكل متواصل لزيارة هذه المواقع ورفع تقارير دورية عنها، إضافة إلى برمجة احتياجات المواقع الأثرية من ترميم أو صيانة أو حماية وفق الحاجة.
كما لم تدخر الهيئة جهداً في حماية المواقع الأثرية وتهيئتها وتأهيلها، حيث انتهت الهيئة من تهيئة وتأهيل عدد من المواقع الأثرية وفتحها للزيارة وتقوم بتهيئة مواقع أخرى ومن أبرز تلك المواقع: مدائن صالح والخريبة وعكمة في محافظة العلا بمنطقة المدينة المنورة، وفيد وجبة بمنطقة حائل، وبئر هداج وقصر الحمراء وقصر الرضم في تيماء، ومغاير شعيب في منطقة تبوك، وبئر سيسرا وقلعة زعبل والرجاجيل وقلعة الصعيدي في منطقة الجوف، والأخدود في منطقة نجران، وموقع الشنانة بمنطقة القصيم، وقلعة تاروت في المنطقة الشرقية.
كما تعمل الهيئة على تأهيل مواقع على مسارات الطرق التاريخية مثل طريق الهجرة، وطريق توحيد المملكة، وطريق الحج الشامي، ودرب زبيدة، وطريق الحج المصري، وطريق الحج اليمني.
ويشمل تطوير وتأهيل المواقع الأثرية، إنشاء مراكز للزوار في أبرز المواقع، ووضع اللوحات الإرشادية والتعريفية، وطباعة خرائط سياحية وكتيبات تعريفية لهذه المواقع.
وتشمل جهود الهيئة في العناية بالآثار، إقامة معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور للتعريف بالبعد الحضاري للمملكة، الذي زاره حتى الآن أكثر من مليون ومئتي ألف زائر في محطاته الأربع في فرنسا وإسبانيا وروسيا وألمانيا، وسيتم افتتاح المعرض في محطته الخامسة في واشنطن في الأول من شهر محرم المقبل، حيث سينتقل بين عدد من المدن الأمريكية على مدى عامين.
كما تبنت الهيئة تسجيل المواقع الأثرية والتاريخية على قائمة التراث العالمي، وتم تسجيل موقع مدائن صالح كأول موقع يسجل من المملكة في قائمة التراث العالمي، تلاه حي الطريف في الدرعية التاريخية، ويجري العمل حالياً على استكمال ملف جدة التاريخية.
وإضافة إلى ذلك أولت الهيئة اهتماماً كبيراً لموضوع استعادة الآثار الوطنية التي نقلت إلى خارج المملكة بطرق غير نظامية، حيث تم إعداد قائمة أولية بتلك الآثار، ووضع خطة لاستعادتها، وتمت استعادة أكثر من 17 ألف قطعة حتى الآن، ونظمت الهيئة معرض الآثار الوطنية المستعادة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» 1433هـ، وجرى تكريم 127 شخصاً ممن أعادوا قطعاً أثرية، منهم 29 من خارج المملكة، إضافة إلى 98 مواطناً سعودياً، وتسجيل أسمائهم ضمن سجلات التراث الوطني.
وتزامن مع المعرض تنظيم الهيئة ندوة عالمية عن استعادة الآثار، شارك فيها خبراء دوليون ومحليون، إضافة إلى ورشة عمل عن الآثار المستعادة من الداخل بهدف إبراز سبل تنمية الوعي بين شرائح المجتمع، وأهمية وقف العبث والتعدي على المواقع الأثرية.
ختاماً نشكركم على طرح ومناقشة مثل هذه الموضوعات المتعلقة بالآثار في المملكة، والتي توليها الهيئة العامة للسياحة والآثار عناية كبيرة، آملين نشر هذا الإيضاح في المكان المناسب.
وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري..
ماجد بن علي الشدي - مدير عام الإعلام والعلاقات العامة