قد لا يتصوّر أحد أنه يوجد هنا في قلب مدينة الرياض العاصمة (وليس في أم الجماجم أو في الخرخير) عديد من المدارس بلا مختبرات علوم، وبلا تجهيزات علمية ملائمة تساعد الطلاب على استيعاب وتطبيق ما يتعلمونه من نظريات ومفاهيم علمية. إن هذا أمر مؤسف، خصوصاً إذا ما علمنا أن العلوم والرياضيات هي رأس حربة أي نظام تعليمي وقوّته الضاربة .التعليم الذي يتخلف فيه تدريس العلوم والرياضيات هو في يقيني تعليم فقد مادته الفعالة. إنه ليس من قبيل المصادفة أن دول العالم الأول المتقدم هي تلك الدول التي يحقق طلابها اليوم إنجازات تعليمية عالمية مرموقة في مادتي العلوم والرياضيات (فنلندا، سنغافورة، كوريا، أمريكا، اليابان، الخ).
تعليم العلوم لدينا هو اليوم في وضع متدنٍّ ومتهالك، يؤكد ذلك تواضع أداء طلابنا ومعلمينا على اختبارات معيارية محلية وعالمية، إضافة إلى تسرُّب طلابنا من الجامعات. إنّ مما أسهم في وصول تعليمنا للعلوم إلى هذا المستوى الهزيل، خلو بعض مدارسنا من المختبرات والتجهيزات المناسبة (وإن وجدت فهي لا تستخدم)، إضافة إلى وجود نسبة كبيرة من معلمي العلوم الذين يمارسون التدريس دون أن يكون لديهم أي خلفية تربوية سابقة، ودون أن يتم ملاحقتهم بالتدريب وهم على رأس العمل. أما كتب العلوم الحالية فلها قصة أخرى سأرويها لاحقاً. هنا يبرز سؤال كبير: أين أثر المليار ريال الذي خصصناه قبل سنوات لتطوير تدريس العلوم والرياضيات؟.
أستاذ المناهج بجامعة الملك سعود