|
الرياض - هيثم السيد:
نظمت وزارة التعليم العالي ممثلة في الإدارة العامة للتعاون الدولي والملحقية الثقافية السعودية في اليابان الأسبوع العلمي الثقافي السعودي في أوساكا، حيث صدرت الموافقة السامية الكريمة على قيام الوزارة بالإشراف على إقامة الأسبوع في مدينة أوساكا اليابانية، خلال الفترة من 22ــ 28 من شهر ذي القعدة الموافق لـ 8-14 من شهر أكتوبر وذلك بمشاركة عدد من أساتذة الجامعات والمختصين والطلبة المبتعثين في اليابان.
وأوضح معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري أن الأسبوع يأتي ثمرة للعلاقات المتميزة بين البلدين، وتعكس الروابط التاريخية والمتينة بينهما، وقال بأن المملكة حققت العديد من الإنجازات المشرقة على كافة الأصعدة والمستويات سواء ما يتعلق بتنمية الإنسان الذي هو محور التنمية في بلادنا الغالية أو على مستوى التطور الحضاري والعلمي والثقافي وذلك خلال فترة قياسية، وهو ما يملي علينا العمل على تنميتها والتعريف بجوانب التميز فيها من خلال قنوات التواصـل العلمي والثقافي المتعددة.
كما أشاد معالي نائب وزير التعليم العالي الدكتور احمد بن محمد السيف بالحضور المتميز الذي يسجله الأكاديميون والمثقفون السعوديون في مشاركاتهم بالمحافل الدولية الخارجية، منوهاً بالدور المهم الذي يحققونه في سبيل التعريف بالنهضة العلمية والثقافية التي تشهدها المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين يحفظهما الله .
وقال معاليه بمناسبة الأيام العلمية الثقافية السعودية في مدينة أوساكا أن هذه الفعالية تأتي في إطار العلاقات المتميزة بين المملكة واليابان وأنها تهدف إلى تعزيز العلاقة الأكاديمية والثقافية بين البلدين.
وبين الدكتور السيف بأن الوزارة أعدت لهذه المشاركة العديد من الفعاليات العلمية والثقافية التي تليق بمشاركة المملكة، وأن تحقق الهدف المنشود في إبراز ما وصلت إليه المملكة من تطور علمي وثقافي داعيا الله أن يديم العزة والرفعة لهذا الوطن في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز يحفظهما الله.
كما ذكر المستشار والمشرف العام على الإدارة العامة للتعاون الدولي، الدكتور سالم المالك، أن تنظيم الأيام العلمية والثقافية في اليابان يأتي انطلاقاً من حقيقة كونها من الدول المتقدمة التي تسعى المملكة إلى الاستفادة مما حققته من تطور تكنولوجي وعلمي، ومن حرص الوزارة التي تسعى إلى تنويع مصادر العلوم والثقافات المختلفة والمتميزة.
ومن جانب آخر أضاف الدكتور عصام بخاري الملحق الثقافي السعودي في اليابان أن الفعاليات حظيت بالعديد من المشاركات العلمية المتنوعة والمتميزة والثقافية المختلفة التي تسهم في إبراز العادات والتقاليد التي يتمتع بها المجتمع السعودي وتعبر عبر عن قيمنا الراسخة ومبادئنا الثابتة المستمدة من ديننا الحنيف مشيرا إلى أن المشاركة اشتملت على الـعديد من المـحاضرات والندوات والمـعارض المختلفة، كما تم ترجمة العديد من الكتب التي تتحدث عن المملكة إلى اللغة اليابانية .
وتعتبر اليابان إحدى الدول الرئيسية في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ويبلغ عدد المبتعثين إليها 462 مبتعثاً ومبتعثة.
وقد حظي برنامج المشاركة بالعديد من الفعاليات المتنوعة من بينها العديد من الندوات والمحاضرات المتخصصة بمشاركة العديد من الأكاديميين والمتخصصين السعوديين، كما تم إقامة معرض للخط العربي والفنون التشكيلية، وآخر للصور الفوتوغرافية لتاريخ العلاقات السعودية اليابانية في مبنى محافظة أوساكا، كما تم تشييد خيمة شعبية تحتوي على شاشة LCD لإعطاء فكرة عن المملكة، بالإضافة إلى تقديم عرض ثلاثي الأبعاد عن العلاقات السعودية اليابانية في مبنى محافظة أوساكا. وحرصت الملحقية الثقافية في اليابان على تفعيل دور الطلبة السعوديين المبتعثين من خلال مشاركتهم في التنظيم والاستقبال والشرح للزوار.
من جانب آخر عملت الإدارة العامة للتعاون الدولي على ترجمة العديد من الكتب باللغة اليابانية بهذه المناسبة وهي كتب: الحرم المكي، الحرم المدني، كسوة الكعبة، الجوائز العالمية في المملكة، معاهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في الجامعات السعودية.
افتتاح الفعاليات
كان الافتتاح برعاية سيادة نائب حاكم مدينة أوساكا اليابانية السيد شين ساكو كيمورا وسعادة الدكتور سالم المالك المستشار والمشرف على الإدارة العامة للتعاون الدولي بوزارة التعليم العالي ورئيس الوفد السعودي فعاليات الأسبوع العلمي الثقافي السعودي الذي تنظمه وزارة التعليم العالي مساء الاثنين الثامن من أكتوبر في المركز الثقافي الدولي .
وقد تجول الحضور في الجناح السعودي بما يحتويه من أركان اشتملت على مجسمات الحرمين الشريفين وركن الطفل وركن الصور الفضائية للمملكة وغيرها من أنشطة وفعاليات ولوحات فنية تشكيلية للمبتعثين السعوديين في اليابان.
بدأ بعد ذلك الحفل الخطابي حيث تحدث في البداية الدكتور عصام بخاري الملحق الثقافي السعودي في اليابان أكد فيها على الأهمية التي تمثلها فعاليات الأسبوع السعودي في أوساكا لدولة تمثل المركز الثقافي والروحي للعالمين العربي الإسلامي والتي انطلقت من أرضها حضارة قادت العالم وقدمت له مخترعات وابتكارات في مختلف العلوم والتخصصات بالإضافة إلى النهضة النوعية التي تعيشها المملكة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يحفظهم الله والدور المستقبلي الذي سيلعبه المبتعثون لبناء الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مجالات العلوم والتعليم والثقافة والتكنولوجيا شاكرا في الوقت نفسه الدعم الكبير من معالي وزير التعليم العالي د.خالد العنقري ونائبه د.أحمد السيف لإنجاح هذه الفعاليات.
بعد ذلك تحدث نائب محافظ أوساكا متمنيا أن يصبح المبتعثون السعوديون جسرا للتواصل وربط أواصر صداقة أقوى بين البلدين في المستقبل.كما ذكر أنه يشعر بسعادة غامرة لافتتاح مقر الأنشطة الثقافية للطلبة السعوديين في أوساكا. وأضاف أن هذا المقر سيلعب دور القاعدة للتبادل الثقافي بين شباب البلدين. وأن هذا النوع من التبادل سيسهم في توطيد العلاقات بين المملكة ومدينة أوساكا في المستقبل.
السفير السعودي في اليابان د.عبدالعزيز تركستاني أشاد بدوره بالتطور الذي تشهده العلاقات السعودية اليابانية التي بدأت منذ 58 عاما ومتمنيا النجاح والتوفيق للعاملين في فعاليات الأسبوع العلمي الثقافي السعودي في أوساكا ومشيدا بالدور المتميز الذي يلعبه المبتعثون السعوديون في اليابان.
بعد ذلك ألقى معالي وزير التعليم العالي كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور سالم المالك رحب بنائب حاكم منطقة أوساكا السيد كيمورا شينساكو وأكد على أهمية بناء جسور من التعاون العلمي والبحثي بين الجامعات السعودية والجامعات اليابانية ثم تطرق معاليه عن كلمته الى بناء نظام تعليم عالمي المستوى وذلك تطبيقا للخطة الاستراتيجية التي تبنتها وزارة التعليم العالي وشرعت على تطبيقها (آفاق). انه بدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين والتي أدت جل اهتمامها إلى التعليم والتدريب حيث وصل حجم الإنفاق على التعليم والتدريب ما لا يقارب من ثلاثين بالمئة من ميزانية الدولة وأثنى معاليه على ما يلقاه الطلبة السعوديون من حسن المعاملة من قبل الجامعات اليابانية حيث وصل عدد المبتعثين السعوديين في اليابان إلى أكثر من 460 مبتعثاً في تخصصات أساسية الهندسة وتقنية المعلومات والاتصالات والتقنية الحيوية، ثم أشاد معاليه بأهمية الأيام العلمية وما تحويه من أفكار وأراء هادفة يتبادلها الأكاديميون السعوديون مع قرنائهم اليابانيون وفي الختام شكر معاليه إلى منطقة أوساكا على ما لقاه الوفد السعودي من ترحيب وشكر ايضا الدور الرائد التي تقوم به السفارة والملحقية الثقافية السعودية في اليابان.
معرض الصور
هذا وقد احتوت المشاركة معرضاً مصوراً لمسيرة العلاقات السعودية اليابانية ويشتمل على (140) صورة تحكي مسيرة العلاقات بين البلدين ابتداء من العام 1909م عندما زار أول حاج ياباني المملكة وأسمه (عمر ياما وكا تارو) ووثق زيارته في كتابه (ياباني في مكة) والتي التقى خلالها بالمغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز رحمه الله، ويشتمل المعرض على ستة أقسام رئيسية من ضمنها قسم (زيارات كبار الشخصيات) كزيارة الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله إلى اليابان عام 1960م وزيارة الملك فيصل رحمه الله إلى اليابان عام 1971م، وكذلك زيارة الأمير نايف رحمه الله عام 1985م وزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عام 1998م عندما كان ولياً للعهد وزيارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد في عام 1998م لليابان وأيضاً زيارة إمبراطور اليابان وولى عهده للمملكة في عدة مناسبات مختلفة وغيرها من الصور.وأيضاً قسم (الإسلام والحج إلى مكة) ويشتمل على لقاءات المسؤولين السعوديين بالمسلمين اليابانيين وأيضاً زيارة حافظ وهبه إلى اليابان عام 1938م كممثل عن الملك عبدالعزيز لافتتاح جامع طوكيو.
وهناك قسم آخر عن التعاون في مجال الصناعة والطاقة وأيضاً قسم عن مشاركة المملكة في مهرجان أوساكا الثقافي الدولي عام 1970م وأخيراً قسم عن التعاون بين جامعات البلدين والمبتعثين السعوديين في اليابان. وإسهامهم في إغاثة ضحايا ومنكوبي زلزال 11ماس 2011م في منطقة توهوكو.
من جهة أخرى أشاد حاكم منطقة أوساكا اليابانية السيد ماتسوي بأهمية الأسبوع العلمي الثقافي السعودي في أوساكا وما يشكله من تواصل حضاري وعلمي ومعرفي بين المؤسسات والأفراد في أوساكا والمملكة العربية السعودية وقال بأن الأسبوع يعزز من فرص التعاون المستقبلي بين الجامعات والمؤسسات بين البلدين خاصة وأن حكومة منطقة أوساكا تسعى إلى خلق مشاريع مشتركة في مجالات الصناعة والعلوم والابتكار وأثنى خلال اللقاء على جناح المملكة والفعاليات العلمية والثقافية المصاحبة .
ندوة البيئة والطاقة
وفيما يتعلق بالندوات، فقد عقدت على هامش الأسبوع العلمي السعودي في أوساكا الذي تنظمه وزارة التعليم العالي في مدينة أوساكا باليابان، يوم الاربعاء 10 أكتوبر ندوة «آليات تطوير التعاون السعودي الياباني في مجال البيئة والطاقة المتجددة» في معهد أوساكا للتكنولوجيا بمشاركة د. هاني بن عبدالرحمن الأنصاري ـ كلية الهندسة ـ بجامعة الملك سعود. ود. نايف بن محمد العبادي ـ مركز بحوث الطاقة ـ بجامعة الملك سعود. ود. هيروشي كاواتا، معهد اوساكا للتكنولوجيا ود. موجي جينتو، جامعة طوكيو
تحدث الدكتور هاني الأنصاري عن استخدام منظومات الطاقة الشمسية الحرارية المركزة منذ عقود، وهي تشمل عدة أنواع منها المجمعات حوضية الشكل ومنظومات البرج المركزي ومجمعات فرينيل الخطية. هناك مميزات واضحة لهذه المنظومات تجعلها مفضلة لدى كثير من الحكومات في العالم. ولكن بقاء هذه المنظومات في دائرة المنافسة على المدى الطويل مرهون بانخفاض تكلفتها بشكل ملحوظ. ويتطلب ذلك أفكاراً مبتكرة في نقاط حساسة مثل المستقبلات والمجمعات والمواد المستخدمة في نقل الحرارة وتخزين الطاقة الحرارية. كما تناول الأنواع الرئيسة من منظومات الطاقة الشمسية الحرارية المركزة ومميزاتها وتطبيقاتها.
تعليم اللغة العربية
يوم الخميس 11 أكتوبر شهد ندوة « تعليم اللغة العربية في اليابان « في جامعة أوساكا بمشاركة د.عبدالرحمن بن إبراهيم الفوزان من معهد اللغة العربية ـ بجامعة الملك سعود ود. عادل بن أحمد باناعمة ـ عميد معهد تعليم اللغة العربية ـ بجامعة ام القرى ود. كوميكو كوندو، ود. فوجي شوغو، ود. قاسم حسام من جامعة اوساكا ود. اكيكو سومي من جامعة كيوتو نوتوردام النسائية.
تحدث الدكتور كوميكو كوندو فقال ابتدأ العمل بتدريس اللغة العربية في المؤسسات التعليمية باليابان سنة 1925 عن طريق معهد أوساكا للدراسات الأجنبية (وهو المؤسسة النواة التي مهدت لظهور جامعة أوساكا للدراسات الأجنبية حاليا). وقال أن عدد المؤسسات العمومية التي تقدم دروسا في اللغة العربية يتنامى شيئا فشيئا كما أن الاهتمام بدأ يتجه أكثر فأكثر إلى التكوين والبحث في مجالي تعليم اللغة العربية ودراسة المناطق الإسلامية في المؤسسات اليابانية وكذلك على المستوى العالمي وقال أن هناك قرابة 24 مؤسسة في اليابان معنية بتدريس العربية غير أن هذا العدد قفز ليصل إلى 47 مؤسسة بحلول سنة 2005. وهذا يعني أن تدريس اللغة العربية ينسجم نسبيا وباطراد مع درجة الاهتمام التي يوليها العالم للشرق الأوسط كجزء من المجتمع الدولي .