|
الجزيرة - عوض مانع القحطاني - تصوير - سعيد الغامدي:
قال معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول حسين بن عبدالله القبيل بأن المملكة السعودية تقف بحزم ضد انتشار الأسلحة النووية، لأن ذلك ينطلق من سياستها السلمية المنبثقة من الدين الإسلامي.. جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية التي ألقاها في الندوة الإقليمية لمكافحة أسلحة الدمار الشامل والتي شارك فيها خبراء عالميون.. وأكد الفريق القبيل بأن المملكة دائماً تدعو وتناشد المحافل الدولية لجعل العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط بكافة دوله دون استثناء ولا سيما النووية منها خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل.
من جانبه أكد معالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبدالله الزياني بأن دول مجلس التعاون الخليجي تسعى إلى تحقيق خمسة أهداف إستراتيجية منها تحصين دول المجلس ضد كافة التهديدات الإقليمية والدولية وهي تعتبر تلك التحديات التي تواجه المنطقة فرصاً لتعزيز التعاون والتكاتف فيما بينها وبين الدول.
هذا وقد بدأت أعمال الندوة التي تستضيفها الرياض بعد موافقة ولي العهد على عقدها في المملكة والتي تستمر لمدة خمسة أيام يناقش فيها الحاضرون عدداً من القضايا الهامة التي تتعلق بسلامة هذه الدول والاحتياطات اللازمة لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.. حيث بدأ الحفل بالقرآن الكريم.
كلمة رئيس هيئة الأركان
عقب ذلك ألقى معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول الركن حسين بن عبدالله القبيل كلمة رحب فيها بالمشاركين وقال: إنه من دواعي سروري أن أرحب بكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية وأن أعرب لكم عن خالص الشكر والتقدير لحضوركم افتتاح ندوتنا هذه.. أود أن أشكر القيادة المركزية الأمريكية على اختيارها للمملكة العربية السعودية كأول دولة خارج الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في استضافة هذه الندوة.. كما أشكر المشاركين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومن كل من: (الأردن، ولبنان، واليمن) على مشاركتهم في فعاليات هذه الندوة؛ كما لا يفوتني أن أشكر المشاركين من الجهات الحكومية في المملكة، وكذلك الضباط المشاركين من وزارة الدفاع والقائمين على تنظيم هذه الندوة.
وقال الفريق أول القبيل: يعرف الجميع الدور الهام الذي تلعبه التقنية النووية في تنمية ورفاهية الإنسان وإيجاد الحلول لبعض معوقات التنمية، إلا أن هناك حاجة ماسة لتناول أبعاد السلامة والأمن لهذه التطبيقات النووية وما يرتبط بها من قبول الجمهور لها وما قد يؤثر ذلك على متخذي القرار في حكومات العالم ومنظماته.
وفي هذا الإطار فإن المجتمع الدولي عمل وما زال يواصل عمله من أجل وضع الاتفاقيات والمـعاهــدات والتنظيمــات والقرارات من خلال المنظمات الدولية المختلفة.. ولعل الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أشهر الأدوات الدولية الفاعلة في هذا المجال، حيث تقوم بالتحقق من توفر نواحي الأمن والسلامة وفقاً لمعاييرها الدولية بما يكفل حماية الطاقة النووية ولا يضيف قيوداً تعرقل استخداماتها السليمة.
وأضاف في كلمته تأكيدات المملكة العربية السعودية على أهمية الأمن النووي والإشعاعي والوقوف بحزم ضد انتشار الأسلحة النووية، وهي من منطلق سياستها السلمية المتبثقة من الدين الإسلامي تدعو وتناشد باستمرار وفي جميع المحافل الدولية لجعل العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص بكافة دوله دون استثناء ولا سيما النووية منها خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة النووية لما تشكله من تهديد للأمن والسلم العالميين.
مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية قامت ومن خلال أجهزتها بتعزيز إجراءاتها الوطنية الرقابية والتشريعية، وتقوم بتعزيز هذه الإجراءات من خلال استخدام التقنيات والوسائل الرقابية اللازمة لضمان تحقيق أعلى مستويات الأمن والسلامة.
كلمة وزارة الدفاع
بعد ذلك ألقيت كلمة وزارة الدفاع ألقاها العميد الركن صالح بن مصلح الشمراني قائلاً: إن هذه تعقد تحت عنوان التحديات عند وقوع حوادث إشعاعية أو نووية وأن منطقتنا تمر بمرحلة حساسة وغير مستقرة مما يتطلب من الجميع التعاون والتنسيق فيما بينهم للحفاظ على أمن وسلامة جميع دول المنطقة.. وقال: إن القيادة المركزية الأمريكية قد استضافت الندوة الإقليمية السنوية الأولى التي عقدت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2010م تحت عنوان: (مجابهة التهديد الكيميائي)، وكذلك الندوة الإقليمية السنوية الثانية في عام 2011م وكانت بعنوان: (مجابهة التهديد البيولوجي).. لقد رأت القيادة المركزية الأمريكية بأن المملكة العربية السعودية هي أنسب دولة لاستضافة الندوة الإقليمية السنوية الثالثة لمكافحة أسلحة الدمار الشامل والتي تعقد للمرة الأولى خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك نظراً لما تتمتع به المملكة العربية السعودية من موقع اقتصادي وعسكري وسياسي وديني هام في المنطقة، مما يجعلها الخيار المنطقي لتكون أول دولة إقليمية تستضيف هذه الندوة.
وأكد أن المملكة العربية السعودية ملتزمة بمبادئ نزع السلاح النووي من واقع كونها دولة سلم وسلام، وإن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT) لا تزال هي الصك الدولي الملزم قانونياً لجميع الدول بالقضاء والتخلص من الأسلحة النووية.
نائب مدير الإستراتيجيات الأمريكي
عقب ذلك ألقى العميد البحري جيل كونزيه نائب مدير الإستراتيجيات والخطط العامة في مقر القيادة المركزية الأمريكية كلمة شكر فيها المملكة العربية السعودية على استضافة هذه الندوة الهامة والتي تناقش قضايا مهمة، فأوضح بأن هذه الندوة سوف تبحث وتتطرق إلى العديد من الحلول من أجل إبعاد هذه المنطقة عن أي مخاطر وأن مشاركة هؤلاء الخبراء الذين هم على مستوى عالي سوف نصل في هذه الندوة إلى الحلول وإلى وضع خطط مستقبلية تجنب هذه المنطقة أي مخاطر ولاشك بأن أصدقاءنا في هذه المنطقة حريصون على الخروج بإجراءات تحقق الأهداف من إقامة هذه الندوة.
الجلسة الافتتاحية للندوة
وفي الجلسة الافتتاحية الأولى للندوة ألقى معالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني كلمة أكد فيها: إن دول مجلس التعاون حريصة على الحفاظ على أمن واستقرار منطقة الخليج العربي وهي تعمل جاهدة من أجل تحقيق هذا الهدف، وهي تؤمن بأن منطقة الخليج والشرق الأوسط يجب أن تكون خالية من جميع الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، وأن من حق أيّ دولة من دول المنطقة استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقاً لمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها.
وأضاف إن دول المجلس تسعى إلى تحقيق خمسة أهداف إستراتيجية رئيسية وهي: تحصين دول المجلس ضد كافة التهديدات الإقليمية والدولية، وتحقيق النمو الاقتصادي وزيادته، والحفاظ على مستوى مرتفع من التنمية البشرية، وتحسين إدارة الأزمات والطوارئ، وتعزيز مكانة مجلس التعاون إقليمياً ودولياً.
القبيل لـ(الجزيرة):
وعقب نهاية الحفل أجاب معالي الفريق أول حسين بن عبدالله القبيل رئيس هيئة الأركان العامة على سؤال (الجزيرة) حول نظرة المملكة لمثل هذه الندوة وأهميتها أجاب القبيل بأن هذه أول مرة يعقد مثل هذا الاجتماع في المملكة لبحث أمور مهمة لنا وهامة للعالم وهي بلاشك مهمة لدول الخليج عامة ومنطقة الشرق الأوسط خاصة في ظل التهديدات النووية المتنامية في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد القبيل أن هذه الندوة هي تبادل لآراء واقتراحات ووضع الأفكار المناسبة التي تحقق السلامة ومواجهة المخاطر التي تترتب على منع أسلحة التدمير الشامل خاصة الأسلحة النووية.. وقال القبيل: إن هناك توصيات سوف تصدر عن هذه الندوة ترعى فيها كل المخاطر والمحاذير من هذه الأسلحة.
المتحدثون يوم أمس
تحدث معالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عن عدد من الموضوعات التي تتعلق بتوسيع آفاق التعاون بين دول المجلس والدول الصديقة وركن على التهديدات التي تهدد المنطقة من هذه الأسلحة.
ثم بعد ذلك تحدث د. خالد العيسى المشرف على معهد الأبحاث والطاقة الذرية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عن التهديدات النووية والسلامة الأمنية في المنشآت.. ثم تحدث السفير حمد الكعبي ممثل الإمارات العربية المتحدة أن هذه الندوة عن تطوير برامج الطاقة السلمية في الإمارات.
يتحدث اليوم الأحد عدد من الخبراء المشاركين في هذه الندوة، حيث يلقي الدكتور بول فيلشر من المختير الوطني الأمريكي بحثاً عن المواد والأسلحة النووية والنظائر المشعة.
كما يتحدث السيد ترافيز تشامبرلين مدير المشروعات بالمختبر الوطني لشمال غرب المحيط الهادي عن تأمين المواد الإشعاعية والنووية المدينة بموجب المبادرة العالمية للحد من التهديدات، ويتطرق إلى أمن المنشآت وتخزين ونقل مثل هذه المواد المشعة ومنعها من الإرهابيين والمجرمين من الحصول على هذه المواد التي تشكل على البشرية أكبر خطر ومخاوف من انتشار مثل هذه الأسلحة. كما يلقي السيد جيم واردن مسؤول الخارجية بمكتب الطاقة والسلامة والأمن في وزارة الخارجية بحثاً عن البرامج النووية والمدنية يتحدث فيه عن التحديات التي تواجه إنشاء البرامج المدينة وتطوير البرامج الحالية والمشاعل التي تواجه هذه الدول عند إنشاء وإقامة مثل هذه الطاقات النووية.
هذا وقد حضر حفل افتتاح هذه الندوة معالي الفريق الركن عبدالعزيز الحسين نائب رئيس هيئة الأركان العامة وعدد من المسؤولين بوزارة الدفاع.