منذ أن بدأت كرتنا السعودية في التهاوي والانحدار، وعلى كافة المستويات منتخبات وأندية.. ونحن نبحث عن الحلول.. ولكن فقط على الورق ومن خلال الثرثرة والتنظير عبر الشاشات والمايكات.. أما على صعيد التشمير عن السواعد، والنزول إلى مستوى جذر المشكلة ومواجهتها بتجرد وشجاعة، وبالكثير من الشفافية والصراحة، فـ: حُط بالخُرج على قولة أهل الشام؟!.
كثيرة هي ابتكاراتنا البحثية عمن (تضرب) معه الصدفة صفقة تكون بمثابة إعادة الروح المترنحة.. والهيبة المتهالكة دون مشقة القيام بما يجب القيام به من عمل، ومن تدابير أساسية وضرورية لا تغني عنها ضربات الحظ والصدف التي إن ضربت معك مرة، تخلت عنك ألف مرة..لكونها عوامل مساعدة وليست مقومات أساسية إلاّ في إفهام الفاشلين؟!.
ولعل من آخر تلك الابتكارات (التواكلية) هي ترقب أي مشاركة لأي ممثل للأندية.. أو أحد المنتخبات خارجياً كي نحمله مهمة التكفل بواجب إعادة الأمور إلى نصابها والذي من الطبيعي أن يفشل نتيجة الضغوط الرهيبة، عقب أن تحولت مهمته من طبيعية هدفها تحقيق إضافة جديدة لكرتنا، إلى مهمة انتحارية تتمثل في انتشال منظومة كاملة من الحضيض والصعود بها إلى القمة،أي إلى حيث كان يجب أن تكون.. لو كانوا يحسّون؟!.
لقد أشفقت -والله- على نجوم منتخبنا الشاب الذي تواجد منذ أيام في دولة الإمارات لخوض معتركات البطولة الآسيوية.. أشفقت عليهم وأنا أستمع إلى أحد مخرجات إعلامنا الرياضي (المنكوب) بنوعيات من العقول الفارغة، عبر شاشتنا.. إذ ما أن تجاوز منتخبنا شقيقه القطري حتى راح يراهن ويتوعد ويعد بانتقال الأخضر الشاب إلى الدور الثاني وبالتالي إلى نهائيات كأس العالم، هكذا دون أن يذكر حتى (مشيئة الله)، ودون أي اعتبار لحظوظ وقدرات الأسترالي والسوري أقوى المجموعة بدليل النتائج والعطاءات الميدانية والتهديفية.. مثل هذا التعاطي الأجوف مع الأمور، لاشك في أنه يتحول إلى عوامل سلبية على اللاعبين قليلي التجربة، بين الإحساس بضمان تحقيق المبتغى بناءً على ما سمعه من كلام، وبين ما سيؤدي به إلى الوقوع تحت مطرقة الضغط وبالتالي تشتيت الأذهان؟!.
والآن وبعد أن ودّع شبابنا المسابقة، وذهاب رهانات ووعود (حكواتي) زمانه أدراج الرياح، أؤكد لكم أنه لن يتحفنا بطلعته البهية ليعتذر عن سخافاته.. وإنما سيتوارى إلى أن تأتي مناسبة كهذه المناسبة ليظهر ويمارس ذات الدور المريب؟!!.
السؤال : هل بلغت بنا الحال إلى درجة انتظار أحد الأندية أو المنتخبات للقيام بدور الإنقاذ فيما لا حياة لمن تنادي بالنسبة للجهات والرؤوس التي من المفترض أن تتحمل مسؤولياتها تجاه المشكلة التي تسببت فيها، وبالتالي وجوب العمل بجد في سبيل القيام بهذا الدور، وإصلاح ما أفسدته الارتجالية والعشوائية وحب (الترزز) والنوم على وسادة (كان ياما كان)؟!.
عَنّي أنا، أقول : نعم.. وسيطول بنا المشوار والانتظار طالما أن الآخرين يعملون بصمت وبجد، ووفق منهجيات لا تعتمد على (رش) الوعود البراقة دون عمل واضح، ودون التخلي عن الكثير من القناعات المتوارثة التي تعيق العمل الطموح، وتقف في وجه الابتكار المقترن بالإبداع؟!. وحتى لووفق الله أحد منتخباتنا أو أنديتنا في تحقيق إنجاز جديد ما بعد طول انتظار، فهل يعتبر ذلك نهاية أوحلاً لمشكلة تراكمية كبيرة رأسها وأساسها الوهن الإداري والفكري المزمن؟!.
منحنى
لوفي ضمير السبب شيمة.. نخينا الشيم
ولاّ نصبنا صواوين البذخ للصفوف
لكنه القيظ يحرق حافيات القدم
ما ينتخا به يخضّب ناعمات الكفوف