|
أبو ظبي - محمد المنيف:
يوم السبت الماضي كان الموعد الأخير لإسدال الستارة على أكبر تظاهرة تشكيلية بصرية تحدث خلال هذا الشهر بعد اجتذابها حضورًا كبيرًا وسط مشاركة واسعة من أشهر صالات العرض الفنيَّة العالميَّة وانعقاد سلسلة من الجلسات الحوارية الثرية وتنظيم ورشات إبداعية وحِرَفيَّة للمهتمين من كافة الأعمار، ذلك في معرض «فن أبوظبي» الذي تشرف عليه هيئة أبوظبي للسياحة والثَّقافة ويُعدُّ مناسبة مهمة لأصحاب صالات العرض الفنيَّة، ومقتني الأعمال، والفنانين وعشاق الفن للالتقاء، والحصول على أعمال فنيَّة جديدة، بالإضافة إلى تبادل الأفكار والمعلومات حول الثَّقافة والفنون بِشَكلٍّ عام.
وقد ضم المعرض -كما جاء في البيان الإعلامي للمعرض- أعمالاً لفنانين معروفين وناشئين على حد سواء وزخرت أقسامه بمجموعة كبيرة من الفنون البصرية بما في ذلك المنحوتات، والرسوم، واللوحات، والأعمال التركيبية، والصُّور الفوتوغرافية بالإضافة إلى تجهيزات الفيديو، والفن الرقمي لأكثر من 400 فنان حول العالم.
ساهم «فن أبوظبي» منذ انطلاقته في توفير الدعم للكثير من الفنانين الجدد في السوق، وقدم أعمالاً فنيَّة تتناسب مع مختلف الأذواق والميزانيات.
بعد أن استقبل آلاف المتذوقين للفنون الحديثة والمعاصرة بكافة أطيافها وآفاقها وحققت الصالات المشاركة به مبيعات قوية منذ انطلاق دورته لهذا العام يوم الأربعاء 7 نوفمبر 2012م، شهدَ اليوم الأخير من «فن أبوظبي»، الملتقى الإبداعي السنوي للفن الحديث والمعاصر بالعاصمة الإماراتية، عددًا من الجلسات الحوارية المعمَّقة بمشاركة حشدٍ من أشهر المبدعين، وعروضًا أدائية، وورشات عمل متخصصة بالتصميم، في إطار البرنامج العامّ الذي كان الأشمل من نوعه في مسيرة «فن أبوظبي».
وشملت منصة التصميم سلسلة من ورشات العمل والجلسات الحوارية المختلفة التي أبرزت أهمية الحِرَف التَّقْليدية التي عرفتها الدَّوْلة والمنطقة على مدى العقود الماضية إذ قدَّم حِرَفيُّون إماراتيون وفنانون معاصرون رؤيتهم لها.
كما انعقدت جلسات حوارية عفوية بمشاركة عددٍ من مشاهير الفنانين وعروض أدائية يومية للفنانة الشاعرة هلا علي وذلك ضمن العمل التركيبي «كراسي لأبوظبي» للفنان الياباني العالمي تاداشي كاواماتا من أكثر من 200 مقعد حيث شارك بهذا العمل صالة عرض كميل مينور الباريسية ضمن قسم «آفاق» الذي احتضن الأعمال الضخمة والمجسّمة في ساحة عامة تتجاوز حدود الأجنحة المخصَّصة لصالات العرض الفنيَّة.
ومن معالم الدورة المنقضية من «فن أبوظبي» انعقاد ورشة عمل عن تطوير خطوط غير تقليدية باستخدام موادَّ عضوية حيث أشرفت على ورشة العمل هدية بدري وهالة العاني من استوديو موبيوس للتصميم، وانعقاد ورشات عمل تفاعلية عن فن التلي بإشراف حِرَفيِّين إماراتيين والفنان يوبيك المقيم بالدَّوْلة، جنبًا إلى جنب مع ورشات عمل تجريبية عن «الخوص» أو حياكة سعف النخيل بإشراف حِرَفيِّين إماراتيين والمصمِّم البريطاني ستيوارت هايغارث.
وقالت ريتا عون - عبدو، المدير التنفيذي في «هيئة أبوظبي للسياحة والثَّقافة»، الجهة المنظِّمة لـ»فن أبوظبي»: «الهدف من منصة التصميم هو إحياء فهمنا للحركة الإبداعية الجماليَّة الإماراتية الأصيلة عبر دراسة جذور الحركة الإبداعية الإماراتية واستكشاف أبعادها وتجلياتها، فجماليَّة التصميم تتغيَّر بتغيُّر الحالات العابرة، وحرية الحركة، والتنقل، والتحولات الدائمة».
وأثبت «فن أبوظبي» مجددًا أنه مصمَّم للعائلة بكافة أفرادها إذ استقطبَ قسم ركن الأطفال في دورة هذا العام أكثر من 4000 طفل أطلقوا العنان لقدراتهم الإبداعية من خلال العديد من الأنشطة الفنيَّة المُتعدِّدة، واستكشفوا مع آبائهم أو مع مشرفين مدرِّبين المفاهيم الفنيَّة المختلفة. ويقع ركن الأطفال ضمن المبنى الرئيس للحدث والدخول إليه مجانًا.