جال في خاطري وأنا أهم بالصعود للطائرة التي أقلتني إلى مطار أبو ظبي الأسبوع الماضي لحضور المؤتمر الصحفي وتغطية افتتاح معرض آرت أبو ظبي في دورته الرابعة أنني سألتقي بالكثير من التشكيليين الخليجيين عامة والسعوديين على وجه الخصوص كون المملكة تضم وتحتضن أعدادا كبيرة من هؤلاء المبدعين على اختلاف أعمارهم وتجاربهم وحاجتنا جميعا للتعرف على جديد الفن التشكيلي وتجديد العلاقات مع من كان لنا معهم صداقات سابقة من التشكيليين العرب أو الأجانب، أو مشاهدة ما طرأ من جديد على الأساليب وما طرح من أفكار وأعمال (جمالية) كانت بما تحمله من فلسفة أو (جميلة) من حيث الشكل وجمال التنفيذ.
ومع هذا الشغف والتوقع إلا أنني لم أحظ إلا بعدد من الفنانين منهم فيصل الخديدي ومحمد الثقفي وعلى الطخيس وابنه طلال وسعيد قمحاوي وعبد الناصر غارم الذي جاء كمشارك في جناح (حافة الصحراء) وله جلسة حوار ضمن برنامج المعرض في اليوم الذي يلي يوم سفري (مع الأسف) إضافة إلى من قيل إنهم حضروا ولم أسعد بلقائهم منهم الفنانة علا حجازي والفنان نهار مرزوق، أعداد قليلة أشاهد مثلها في مناسبات أخرى كبينالي الشارقة وآرت دبي، تحمل الدلالة على صعوبة الحضور إما لأسباب تتعلق بالعمل أو الأسرة أو حتى الظروف المادية أحيانا.
إن هذا الحضور وهذه المناسبة مكملان لبعضها البعض وكنت دائما أشير وأطالب عن قرب مع بعض المسئولين المعنيين بالفنون أن تستغل هذه المناسبات ويتم اختيار نخبة من التشكيليين في كل دورة من مناطق المملكة التي ينشط فيها الفن التشكيلي ولفنانيها إبداع متميز أجزم وبكل فخر أنها أفضل من الكثير مما عرض في مثل هذه المناسبات لأخذهم في رحلة اطلاع وكسب خبرات (إبداعية للفنانين) وتنظيمية لمن يتكفلون بإقامة المعارض من مسئولين أو فنانين. أما المطلب الأهم والأبرز فهو في حضور الفن التشكيلي كجناح خاص ولو على هامش هذه المناسبة كما رأينا كثير من الهيئات والمؤسسات في جناح (مجتمعات فن أبو ظبي والجهات الإعلامية)، إذ بالإمكان التعاون والتفاهم حتى لو كان الأمر دعما ماديا أو مقابل مشاركة، فمثل هذا التفاعل والحضور ما يقرب واقعنا التشكيلي المتميز إلى أعين أصحاب الصالات وقاعات العرض التي يعتمد عليها هذا المعرض أو معرض آرت دبي إضافة إلى وضع إبداعنا تحت أضواء الإعلام العالمي الذي حشد له كل الطاقات ووصل عدد الإعلاميين والصحفيين إلى ما يزيد عن الستين فردا من الجنسين..
لأختم بالسؤال إلى العزيزة (وكالة الشئون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام) وللزميل الصديق الوكيل الدكتور ناصر الحجيلان الذي أعلم أن مثل هذه الاقتراحات تجد عنده القبول ولو مبدئيا لتأخذ دورها في الدراسة ولو بعد (حين) منطلقين من المقولة (أن تصل متأخرا خير من ألا تصل) ولماذا لا تشكل منتخبات تشكيلية لكل عام يكلف من يتم اختيارهم بإنجاز أعمال تخصص لمثل هذه المناسبات..؟، ولماذا لا نتحرك نحو الآخرين إذا لم تتح لهم الفرصة للحضور إلينا..؟ لعلمي أن إقامة مشروع في الوطن يماثل تلك المشاريع أو المناسبات يصدم بالكثير من المعوقات الإدارية والمالية و(غيرها).
monif.art@msn.comفنان تشكيلي