عمان - الجزيرة:

دعا مجلس الأعيان في بيان أصدره أمس الخميس الجميع إلى تفويت الفرصة على المتآمرين على الوطن، والوقوف مع الذات في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الوطن، مؤكداً أهمية الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، باعتباره واجباً وطنياً وقانونياً. ولفت البيان إلى أن أعمال الشغب والتخريب هي تدمير للذات والوطن، ويزداد الأمر سوءاً بالاعتداء على رجال الأمن والمراكز الأمنية؛ الأمر الذي يؤدي إلى المس بأمن المواطن ومستقبل الوطن. مؤكداً في الوقت نفسه عمق معاناة الناس نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة، ومقدراً لهم صبرهم وتحملهم وحرصهم على وطنهم واستعدادهم لحماية مصالحه العليا.

وفيما يأتي نص البيان: «تمر المنطقة بظروف إقليمية حرجة، وفي مقدمتها الظروف الاقتصادية الصعبة التي تستدعي إجراءات جراحية قاسية، تؤثر في حياة المواطن العادية المستقرة. وفي سياق هذه الظروف يعاني الأردن أزمة اقتصادية صعبة، جرى ترحيلها، مرحلة إثر مرحلة، وأسهمت إجراءات حكومية متتالية في جعلها أكثر حدة وعمقاً. إن خطورة المرحلة تتطلب من الجميع وقفة مع الذات، تفوِّت الفرصة على المتآمرين على الوطن، وعلى أولئك الذين لا يريدون للأردن الخير والاستقرار، ويشككون في منجزاته. إن حرية التعبير وحق الاحتجاج أمورٌ كفلها الدستور، وحدَّد مسارها بأسلوب ديمقراطي سلمي، وبطريقة حضارية، تتطلب أن يكون التعبير عن الرأي بالخلق القويم والموعظة الحسنة بعيداً عن إطلاق الشتائم وتجاوز الخطوط الحمراء على رمزية الدولة ومصلحة الشعب والوطن والأمن والاستقرار، والمس بهيبة الدولة. وفي الوقت نفسه فإن مجلس الأعيان يهيب بالحكومة أن تمضي بسرعة وجدية في الإجراءات الحازمة لوقف الهدر في الإنفاق وإشاعة النزاهة العامة، وتعزيز الثقة، والتركيز بجدية متناهية في ملاحقة الفاسدين؛ حيث لا أحد فوق المساءلة والمحاسبة. وفي غضون ذلك قُتل متظاهر وأُصيب عشرات في الأردن في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس، فيما دخلت المظاهرات العنيفة في أنحاء البلاد بسبب ارتفاع أسعار الوقود يومها الثالث بحسب ما قالت مصادر أمنية وشهود عيان؛ فقد ذكرت مديرية الأمن العام الأردني قتل متظاهر عندما اقتحمت مجموعة من المسلحين قسم شرطة في مدينة إربد شمالاً مساء الأربعاء, كما أصيب 12 شرطياً. وقال شهود عيان ومصادر أمنية إن أحداث الشغب التي تفجرت بالأردن عقب رفع الحكومة أسعار الوقود خلفت قتيلاً من المحتجين أمس الخميس؛ ليكون أول ضحية للعنف الذي امتد إلى بلدات فقيرة عدة بالمملكة الأردنية.