الموت هادم اللذات ومفرّق الجماعات وعلى الرغم من هذا كله لن ينسينا الرجال الذين يحملون قيماً ومزايا قد تموت معهم ولكن ذكراهم وقيمهم تظل باقيةً لا تموت، وبالتالي فهم باقون نبراساً لها، يعتصرنا الألم في كل الأوقات كلما تذكرناهم لأننا نحسن بوجع الفراق لغياب مثل هذه القيم مع غياب أصحابها.
تذكرت وكم تذكرت كلما عبر حديث عن الرجال الأفذاذ الذين يعتبرون من قادة المجتمع يرسخون المحبة والتواصل والسؤال لكل الأقرباء والأصدقاء، فهم قناديل نور ومحبة تضيء مسالك ودروب المجتمع ليتآلف ويتحاب. تذكرت ذلك كله كلما حلّت ذكرى المغفور له الأخ والصديق بندر بن غازي بن ساير بن عدوس السيحاني ذلك الرجل الوفي الذي غاب عنا قبل عدة سنوات غيّبه المرض الذي لم يوقف تدفق مشاعره ولم يحد من تفاعله مع الأقرباء والأصدقاء، فكان شعلة من المشاعر والمحبة للجميع وهو على فراش المرض ولازلت أتذكر ابتسامته العريضة وهو يرحب بزائريه. كان - رحمه الله - منذ نعومة شبابه شعلة من الحيوية والنشاط وكان قائداً للاجتماع والتواصل للأقرباء والأصدقاء في مدينة الرياض وشقراء، فأينما حلّ وجد الاجتماع والتواصل. كان صاحب عواطف جيّاشة وابتسامة دائمة يحب الأدب والشعر تشعر لأول مرة تقابله بأنه أخ لك لم تلده أمك يحظى بمحبة الجميع، يؤلف بين من حوله ليحول الكل إلى أسرة واحدة. يسيطر على كل مجلس يدخله بروح المحبة والاحترام فيعشق الجميع عشرته والجلوس معه.
ولازلت أتذكر حديثه الذي لا يملّ ولازال عالقاً في مخيلتي عندما زرته في منزله الجديد بحي الورود ودار حديثه الشيق الذي لا يمل، كما لازلت أتذكر زيارتي له الأخيرة بمنزله وهو في مراحل المرض الأخيرة وكيف كان مبتسماً وحيوياً وخرجت وأنا يعتصرني ألم الفراق الذي أحسست به.
رحمك الله أبا فيصل وجعل جنات الخلد مأواك ووفق أبناءك ليسيروا على نهجك وسيرتك الطيبة التي زرعت المساحات من حولك بالورود والمحبة وستظل ذكراك كل صيف وربيع وشتاء حاضرة تذكرنا بوجودك دائماً في المقدمة سباقاً لكل اجتماع وتواصل ومحبة افتقده الجميع من بعدك لنتذكرك وندعو لك بالرحمة وهذا حال لسان محبوك وعارفوك.
محمد المسفر - شقراء