كتب أ. أحمد عباس في مقالة قيّمة عن مفتاح السعادة وهو حب الزوجة لشخصية زوجها كما هي وابتدأ بالسؤال الأهم:
- كيف تتقبلين شخصية زوجك كما هي؟
من أجل أن تحبي زوجك حبًا حقيقيًا وتتقبّلي شخصيته كما هي وتتعايشي معها، وتجدي من خلالها السعادة الحقيقية - تذكّري دومًا أنّ هذا الرجل هو اختيار الله تعالى لحياتك، وأنه قدرك ومصيرك، وأنّ التزامك بإكمال رحلة الحياة معه هو التزام راسخ في أعماق قلبك، وبعد ذلك أعلمي زوجك بحقيقة هذا الالتزام في داخلك، حاولي أن تصفي بالكلمات هذا الإحساس الذي تولد في داخلك ولا تتردّدي في أن تخبري زوجك بأنك بالفعل تحبينه حبًا صادقًا كما هو، وأنك لا تضعينه دائمًا في حالة اختبار، أو تطلبين منه التغيّر في بعض سماته الشخصية، واستحضري دائمًا حقيقة أنّ هذا الموقف من جانبك سيجعله يشعر بالأمان والسعادة، وسيشعر للمرة الأولى في حياته كرجل أنه يمتلك الدنيا بكل ما فيها طالما أنه ينعم بحبك وتقديرك.
- ركائز هامة:
1- قوة الحب: اجعلي إيمانك بالحب مع زوجك إيمانًا حقيقيًا في داخلك وارو هذا الإيمان دائمًا بماء العاطفة المتقد.
2-عطاء لا مقايضة: لا تنتظري دائمًا المقابل من زوجك، لأنّ إحساسك بالحب لشخصيته يجعلك لا تتعاملين معه حتى في أبسط الأمور بمنطق القطعة أو منطق «شيء مقابل شيء».
3-كوني واقعية: لا تنسي أنّ هذا الزوج الذي وهبك الله ليس ملاكًا وليس مثاليًا، والسؤال هنا: هل ستتوقفين عن شعور الحب له لمجرّد أنه ليس نموذج فارس الأحلام الذي يناسب شخصيتك وطباعك؟ الإجابة الصادقة هي أنك يجب أن تتذكّري أنه مازال إنسانًا، ومازال زوجك، ومن الظلم لنفسك وله أن تحصري مشاعرك تجاهه في محاولة تغيير بعض صفاته وإكسابه صفات وطباعاً أخرى ترضي غرورك كأنثى.
4-المصارحة السريعة: في كثير من الأحيان تكون المصارحة السريعة هي وسيلتك الناجحة للتغلب على العوائق التي تتسبب بمرور الوقت في نسيان إحساس الحب التلقائي داخلك، وتذكّري دائمًا أنّ عاطفتك المتجدّدة نحو زوجك ستجعله يتقبّل منك أي انتقاد أو ملاحظة، لأنه سيرى في عينيك وصوتك أنك تحبينه كما هو ولست تعترضين على شخصيته الأساسية.
.. تقبليه .. يبهرك!
الأمر المهم الذي قد تتفاجئين به الآن هو أنك وبقبولك لطبيعة شخصيته كما هي، تكونين قد أفسحتِ له المجال الرّحب لكي يبهرك بما لم تكوني تتوقعيه أو تتخيليه من عطاءات ومشاعر وتفهُّم واحتواء، لقد تصوّرت لفترات طويلة أنه فاقد تمامًا لما يمكن أن يبهر شخصيتك به، ولكنك لم تتوقفي أبدًا لتدركي حقيقة أنك أنت التي لم تقدِّري شخصه التقدير الصادق غير المتكلّف، وأن هذا هو السبب الذي جعله دائمًا لا يتحرك إلاّ في نطاق محاولة إصلاح بعض الأمور أو تغيير بعض الصفات لكي يكون عند المستوى الذي تحلمين به، ومن ثم فإنك لو كنت صادقة بحق في تقبُّل شخصيته كما هي، بل وبدأت مشاعر الحب المتدفقة تنساب في قلبك نحوه كما هو، فإنّ هذا سيفجّر في أعماقه طاقات وعواطف هو نفسه لم يكن يتخيل أنها موجودة في أصل شخصيته، ولكنها حبيسة ومختفية وراء جدران من الألم والخوف ومحاولة إثبات الذات.