فاصلة:

(ينبغي كسر النواة للحصول على اللوزة)

- حكمة يونانية -

لطالما قلت إن للغربة أهداف أخرى غير الدراسة وإن كانت تمت إليها بشكل مباشر، والذي أعنيه أن الغربة فرصة للتعرف على الآخرين واكتساب خبرات مختلفة.

والحق أن الطلبة السعوديين في الخارج استطاعوا أن يستثمروا ما لديهم من مهارات لإفادة زملائهم الطلبة وسواهم.

من أجمل المشاريع التي تعرّفت عليها في بريطانيا مدونة البحث العلمي للدكتور عبدالرحمن الحريري http://drhariri.com

عرفت هذه المدونة عندما بدأت الدراسة، وكنت أبحث عن معلومات عن البحث العلمي باللغة العربية فاكتشفت عبر «جوجل» المدونة وعرفت أنها لطالب دكتوراه في جودة التعليم العالي بجامعة واريك وقد أنشأها قبل ثلاث سنوات.

المدونة بالفعل مفيدة للباحثين، خصوصا المبتدئين منهم (المبتعثون وغيرهم) وتستهدف إكساب الباحث مهارة القيام بالبحث العلمي وفق الأسس العلمية الصحيحة وباستخدام أحدث التقنيات والأدوات.

أكثر ما أعجبني في المدونة، فضلا عن ثقة المعلومات بها، تواصل د. الحريري مع الباحثين المتابعين للمدونة، ولذلك في ملتقى الإعلاميين والأكاديمين الثاني حرصت أن أحضر ورشة العمل التي نفذها عن «استخدام وسائل الإعلام الرقمي في التسويق الإعلامي، وأهميتها في البحث العلمي».

وكانت ورشة عمل بالفعل جادة وتغني المتدرب بمعلومات كافية عن أهمية شبكات التواصل الاجتماعي في استجلاب المعلومات والتواصل مع المهتمين في مجال الباحث، كما أنها مهمة في تسويق الباحث لذاته المهنية.

أكثر ما يجعلني أعتز بجهود الدكتور الحريري أنه يقدمها تطوعا ولا يستفيد ماديا من المدونة، رغم أنه يستطيع ذلك لخبرته في التسويق في العالم الرقمي.

وهذا نموذج حي لفكر المبتعث السعودي الواعي تجاه العلم والمعرفة وتجاه إفادة زملائه الطلبة والطالبات.

مثل هذه التجارب والمشاريع تحمل صورة جميلة للطالب السعودي وهي صورة واقعية لم يطالها التزييف إنما جمّلها العمل الجاد والروح المعطاءة.