|
الجزيرة – سعود الهذلي:
شكلت حادثة شاحنة الغاز بالرياض أخيرا، هاجساً لدى السكان وتخوفاً من تكرار مثل هذه الحوادث الأليمة، ما لم يتدخل قطاع الدفاع المدني باتخاذ التدابير اللازمة وتطبيق الإجراءات السليمة لمنع وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة في الرياض ومدن المملكة الأخرى.
وأعاد حادث الانفجار وما خلفه من وفيات وإصابات وخسائر مادية فادحة إلى الأذهان مجدداً أهمية إعادة النظر في تواجد محلات بيع أسطوانات الغاز وسط الأحياء السكنية، وكيفية التعامل معها باتخاذ المزيد من إجراءات السلامة، ونقلها خارج الأحياء لمنع وقوع مثل هذه الحوادث القاتلة وكذلك أهمية تكثيف الرقابة الميدانية لمحلات الغاز وحركة سير شاحنات الغاز داخل الطرق لتجنب الوقوع في أي حوادث لا قدر الله. (الجزيرة) التقت في استطلاع أجرته لهذا الخصوص بعدد من المواطنين، وتساءلت حول أهمية الدروس المستفادة من الحادثة الأليمة.
في البداية قال المواطن محمد بن حسن المشيخي بعد حادثة الانفجار الكبيرة التي هزت الرياض يجب على قطاع الدفاع المدني اتخاذ التدابير اللازمة لمنع وقوع مثل هذه الحادثة بتوفير المزيد من اشتراطات السلامة التي تحول دون تفجير مثل هذه الناقلات، وكذلك أهمية نقل محلات بيع الغاز من وسط الأحياء إلى الأطراف مع توفير المزيد من اشتراطات السلامة.
وأضاف المشيخي أن وجود المحلات بجوار المنازل يشكل خطرا على المواطنين والمقيمين خاصة وأن هناك العديد من المحلات لا تبعد عن البيوت سوى أمتار قليلة، وإن معظم المحلات لا تهتم باشتراطات السلامة، نظرا لغياب الرقابة الميدانية من قبل قطاع الدفاع المدني حيث توجد إسطوانات الغاز في سقف حديد يمكن أن يؤدي هذه في أوقات الصيف والحر الشديد إلى انفجار خطير لا قدر الله.
ودعا المشيخي قطاع الدفاع المدني إلى متابعة هذا الملف الشائك، وتأكد من تطبيق إجراءات السلامة عند منح تصاريح لفتح محلات جديدة لبيع الغاز من خلال القيام بزيارات تفقدية وحملات ميدانية للوقوف على اشتراطات السلامة وتواجد طفيات الحريق وكيفية حفظ الإسطوانات في مكان آمن، داعيا الله أن يحفظ لهذا الوطن نعمة الأمن والأمان.
ومن جانبه يرى المواطن أنور بن نبيهان العنزي بأن تواجد محلات الغاز وسط الأحياء السكنية قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت خاصة مع ضعف تطبيق شروط السلامة اللازمة والمتابعة الدقيقة من قبل قطاع الدفاع المدني.
وأشار العنزي إلى خطورة ممارسة بيع الغاز وسط الأحياء السكنية من خلال سيارات نقل صغيرة تقوم بالتجوال داخل الأحياء السكنية لبيع إسطوانات الغاز، مؤكدا بأن نقل الإسطوانات بهذه الطريقة يعد خطرا كبيرا وعرضة لوقوع حوادث سيارات ربما تؤدي إلى انفجار الإسطوانات أو تسرب الغاز وسط الأحياء وحدوث كوارث.
وطالب العنزي بنقل محلات بيع الغاز إلى أطراف المدن ومتابعتها بشكل دقيق وبصفة مستمرة من قبل دوريات السلامة التابعة لإدارات الدفاع المدني للتأكد من الالتزام من تطبيق شروط السلامة وكذلك بعدم بيع أو تسليم المواطنين إسطوانات الغاز إلا بعد مطابقتها للمواصفات القياسية السعودية.
وأكد المواطن فهد بن محمد الحمالي أن وقوع الحادثة المؤسفة بالرياض يجب الاستفادة من الدروس التي خلفها هذا الحادث في كيفية التعامل مع نقل الغاز بطرق أخرى أكثر سلامة، لأنه في حال استمرار مثل هذه الوسائل ربما يقع حادث آخر مماثل في أي مدن أخرى من مدن المملكة، ولذلك يجب التفكير في هذا الأمر بشكل عملي يمنع وقوع مثل هذه الحوادث.
وحول تواجد محلات الغاز وسط الأحياء السكنية، ذكر بأن هناك بعض إمارات المناطق طالبت بنقل هذه المحلات خارج الأحياء السكنية، ولكننا لا نرى حتى الآن تطبيقا لهذه القرارات، مطالبا قطاع الدفاع المدني بتطبيق مثل هذه القرارات لمنع تواجد محلات الغاز وسط الأحياء وعدم السكوت وإذا وقع لا قدر الله حادث أخذ الدفاع المدني يصرح ويطالب وهو قبل لم يحرك ساكنا.
كما دعا الحمالي متابعة اتخاذ كافة مقومات السلامة في محلات بيع الغاز، وتطبيق عقوبات صارمة ضد المحلات المخالفة للإجراءات والاشتراطات اللازمة، بالإضافة إلى الاهتمام بتأهيل قائدي الشاحنات التأهيل والتدريب اللازم وأن يكونوا على قدر المسئولية للحيلولة دون وقوع حوادث للسيارات أثناء عمليات نقل الغاز.
واعتبر المواطن تركي الصبي وقوع حادثة انفجار سيارة الغاز بالرياض دعوة صريحة لاتخاذ وسائل بديلة نقل الغاز لمنع وقوع حوادث مماثلة للسيارات خاصة وأن المملكة تعتبر من أكثر بلدان العالم في وقوع حوادث السيارات، قائلاً إلى متى سنظل نتحدث عن السلامة وسيارات نقل الغاز والوقود تجوب شوارعنا كل دقيقة.
وطالب الصبي كافة قطاع الدفاع المدني بإيجاد حلول عاجلة وتصحيح وضع محلات الغاز حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه مستقبلا، مؤكداً بأن الوضع الحالي ينذر بالخطر الكبير، ولذلك يجب تطبيق أشد العقوبات على المخالفين لأنظمة السلامة.
وأشار إلى الخطر المتزايد من تواجد محلات بيع الغاز وسط الأحياء السكنية المكتظة بالسكان وما تمثله من خطر على الأرواح والممتلكات، وكذلك تمثل خطرا صحيا كبيراً يهدد الأطفال والمصابين بأمراض الربو جراء استنشاق الغاز المتواجد وسط الأحياء، مشيرا أن حياة الناس وصحتهم يا قطاع الدفاع المدني هي الأهم وهو ما تحرص عليه حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله.