في الوقت الذي تمثل فيه مسابقات الفئات السنية فرصة مواتية للأندية لاكتشاف المواهب واختيار الأفضل منها، فإن الأمر يجب أن ينسحب أيضاً على لجنة الحكام التي يجب أن تتابع مسابقات هذه الفئات وأداء «حملة الصافرة» فيها، قبل أن تقرر منحهم فرصة الاستمرار في السلك التحكيمي من عدم ذلك، خاصة أن الأندية قد ملّت وكلّت من أخطاء الحكام البدائية التي تؤكد يوماً بعد يوم أن التحكيم ما زال يراوح مكانه وأن أخطاء منسوبيه لا يمكن أن تنتهي، وأنا هنا لا أقصد الأخطاء العادية التي يقع بها أي حكم ولا يمكن أن تكون مؤثرة على نتيجة اللقاء، ولكن أقصد الأخطاء السهلة التي لا يمكن أن تفوت على حكم ماهر ومصنوع بطريقة ممتازة ومؤهل بالشكل الذي يجعله قادراً على حمل الصافرة ونيل رضا الجميع عند إطلاقها!!

ومن هذه الأخطاء إخفاق حكم في احتساب هدف رغم أن المشجع في المدرجات شاهدها وهي تتجاوز خط المرمى بكامل محيطها!! وعدم قدرة حكم على اتخاذ قرار صحيح في وقت حاسم بقلب المباراة رأساً على عقب وهو ما حدث في مباراة الهلال وهجر، على نهائي كأس الاتحاد لدرجة الشباب، حيث كانت المباراة تسير مجرياتها وسيطرة الهلال عليها إلى فوز هلالي قبل أن يفاجئ الحكم نايف المريخي الجميع بإطلاق الصافرة داخل منطقة الجزاء الهلالية معلناً ضربة جزاء لفريق هجر في وقت كانت فيه الكرة أساساً لصالح الهلال، وإن كان هناك خطأ فهو لصالح الهلال!!

هنا تؤكد أن نتيجة المباراة لم تكن هدفاً هاماً لفريق الهلال خاصة وأن البطولة تنشيطية فقط قبل بداية الدوري الممتاز للشباب، لكن من الظلم أن يذهب جهد فريق وتقتل طموحات لاعبين صغار بصافرة.. فقط!!

إن على لجنة الحكام أن تعيد حساباتها في مسألة اختيار الحكام.. وقبولهم أساساً فالبناء صعب وصعب للغاية.. وليس من المعقول ولا المقبول أن تتواصل خسائر فريقٍ ما بسبب احتساب أخطاء هي في الأصل لصالحه وتحسب عليه.. وليس من المقبول أن تهدر حقوق الأندية بسبب صافرة!!

فهل تكون لجنة الحكام جريئة مثل إدارات الأندية التي تبعد اللاعب «الصغير» فور إدراكها فقدانه الموهبة.. أم تكتفي بعقوبة داخلية فقط.. ولا شيء يعود على النادي الذي ضاعت حقوقه البتة؟