أوردت جريدة «الجزيرة» في عددها (14655) بتاريخ 27-12-1433هـ صفحة (8) رعاية سمو وزير التربية والتعليم لحفل تكريم المتقاعدين للعام 1433هـ، وحقيقة إن هذه اللفتة التي جاءت من سموه وعلى لسان سموه في كلمته (أن علاقتكم بالوزارة لم ولن تنقطع فعقول وقلوب من فيها ستظل مفتوحة لكم قبل أبواب المكاتب) ومن هذا المنطلق فإن التكريم المتمثل بدرع تذكارية وهدية رمزية لا يوازي طموح هؤلاء الذين دخلوا من الباب الأمامي الوظيفي (شباباً) يتقدون نشاطاً وقوة وصلابة واندفاعاً من أجل الوطن والمواطن ثم يخرجون من الباب الخلفي على استحياء (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر) وفي وقت كان هؤلاء ينتظرون هذه اللحظة تعتبر في نظرهم (الوداع الأخير) لهم مع وزارتهم للأسف أنها جاءت متأخرة لكنها (تذكرة) ولعلي أشير إلى ملاحظتين هامتين لعل وزارة التربية والتعليم ممثلة بسموه ومعالي نائبه تحقق تفعيل تكريم المتقاعدين الحقيقي حتى لا يطوي الزمن جهود ابن الوطن البار والعملة النادرة:
أولاً: ما يخص يوم التكريم وتوقيته الزمني:
نظراً لأن الوقت المحدد للتكريم غير ثابت ويختلف باختلاف الظروف الزمنية والعملية للمسئولين مما يعني أن الوزارة تترك هذه العملية وفقاً للظروف الزمنية متى تهيأت هذه الظروف أقيمت هذه المناسبة فأرى من رؤيتي وخبرتي ومعرفتي الوافية بظروف الوزارة الآتي:
1- تقتضي المصلحة الوطنية (من وجهة نظري) أن يوضع توقيت تكريم المتقاعدين في أجندة الوزارة باسم (يوم المتقاعد) بحيث يكون فترة التكريم قبل انتهاء الخدمة الوظيفية النهائية من العمل بوقت كاف مما يسهل عملية الاتصال المباشر بهم وترتيب أوضاعهم والحضور المتكامل وتكفل الوزارة بتذاكر السفر والإقامة لمن يفد من خارج الرياض (مقر الوزارة) لهم المعتذرين بعوامل مختلفة يأتي على رأسها التكلفة المالية في التكريم التي لا توازي ما يقدم لهم من هدايا رمزية.
2- تفاوت صلاحيات وكلاء (الوزارة) في تكليف المتقاعدين هذا العام 1433هـ بشكل مغاير للعام الماضي 1432هـ بالعمل شهر إضافي (وفق المواد النظامية) التي لو سخرت من أجل مفهوم التكريم الحقيقي لكان صداها أوسع وأقدر على حب المتقاعد لها كما حصل العام الماضي، فمنهم من كلف هذا العام ومنهم من أعترض على ذلك التكليف (بكلمة حق يراد بها غيرها) بعدم حاجة العمل لكنها في الأساس تخلصاً من هؤلاء المتقاعدين الجاثمين على صدورهم ردحاً من الزمن وهذا أوجد الامتعاض من بعض هؤلاء بعدم حضور التكريم والشواهد موجودة في أرشيف وكالات الوزارة ومن حضر منهم كان تكريماً لراعي الحفل.
3- يقيم المتقاعدون هذا العام 1433هـ إلى من كرموا من زملائهم في العام الماضي 1432هـ بالتفاوت وعدم المساواة حيث حظوا بتكريمهم بتكليف بتمديد عملهم بالوزارة (عمل تكريمي من وجهة نظري) مدة شهرين إضافة إلى منحهم تذاكر بمهمة عمل) لمدة طويلة من وجهة نظري هي مهمة شرفية تكريمية سفر دولية إلى آخر محطة تصلها الخطوط السعودية، مما يعني أن التكريم للمتقاعدين أوجد هذه الفجوة التي لا يقبلها سمو الوزير -وفقه الله- لكنها لم تصل إلى مسامع سموه لأنه ينظر لكل المتقاعدين بمنظار واحد ولا يفرق بينهم لأنهم (عبق الماضي وريح الحاضر وتاريخ المستقبل).
ثانياً: التكريم المعنوي يقدم لهم وفق لرؤية مخططي الوزارة في (عملية التكريم المتقاعدين) أشياء قد ألفوها في الماضي وهم على رأس العمل أو حصل عليها أحد من أقاربهم في الماضي ثم ما بعد هذا التكريم؟
إن تقديم درع تذكارية وهدية رمزية (بغض النظر عن قيمتها المالية) هو بحد ذاته لفتة طيبة لكن (المتقاعدين هم أطيب وأغلى) لذلك هي ناقصة من كافة الجوانب فبجانب ما يقدم لهم من هدايا ودروع تذكارية ورقية أو جلدية مذهبة أو مطرزة بالفضة أو الذهب لابد من أن تكون الوزارة لها (بصمة موثقة لا تنسى في حياتهم) من خلال:
أولاً: تكريم المتقاعد من خلال بحث الجوانب الإنسانية لديه وتلمس احتياجاته العاطفية من خلال:
ا- نقل ابنه أو ابنته إذا كان مدرسا إلى جانبه لأن الوزارة هي وزارة تربية وبالتالي من باب أولى أن يبر الولد والبنت بوالده أو والدته فكيف يبر بهم وهو بعيد عنهم (وبغض النظر عن خدمته أو مؤهله).
ب- الكتابة للجهات ذات العلاقة (المقام السامي الكريم) أو مقام وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع إذا كان ابنه بعيداً عنه - إلا أن يكون بمهمة وطنية- وذلك ليكون تكريماً له اعترافاً بالدور الذي قام به.
ثانياً: إيجاد الرعاية الصحية أو التأمين الصحي له ولمن يعول من أولاده والاستفادة مما تقدمه الوزارة لمنسوبيها من ترفيه حالي ومستقبلي أسوة بالوزارات والمصالح الحكومية التي يستفيد متقاعدوها من الخدمات الصحية في المستشفيات والمستوصفات والأندية الترفيهية.
ثالثاً: أن تكون وزارة التربية والتعليم سباقة فيما يحقق الوفاء لهم بإيجاد (وحدة المتقاعدين) بالعلاقات العامة وذلك من أجل الاستفادة منهم في الاستشارات التعليمية والإدارية والمالية ممن تسمح ظروفهم الصحية لديهم الرغبة سواء بالوزارة أو في بعض من المدارس الأهلية.
هذا ما كان خاطرة على البال في يوم تكريم المتقاعدين بوزارة التربية أضعها على طاولة سمو الوزير حتى لا يكون فيها تفاوت في الصلاحيات بين مسؤولين الوزارة وسيكون توجيه -إن شاء الله- صائباً طالما كان سموه وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- يضع المواطن نصب عينيه هو أغلى ما نملك. والله الموفق.
محمد بن غازي العنزي - مدير عام التعليم الأهلي للبنات سابقاً
ALanazy111@Hotmail.com