ها أنت ذا تنهض من النوم مصدوعاً بالكوابيس تفرك عينيك المتورّمتين، اللتين لم تريا يوماً من الأيام أبعد من أنفك «الوارم»، الذي اعتدت أن «تشمخ» فيه على الشعوب الأخرى.. ثم تنهض ببيجامتك، التي صنعها لك خادمك الياباني، ثم تتجه إلى المغسلة، التي صنعها لك خادمك الصيني، ثم تغسل وجهك بالصابون، الذي صنعه لك خادمك الفرنسي، وتنشِّفه بمنشفة صنعها لك خادمك الألماني، ثم تتجه إلى سفرة الطعام التي قام بإعدادها بقية الخدم من شعوب الأرض، وبعد أن تتناول الشاي، الذي زرعه لك خادمك السيلاني، وتتناول القهوة، التي زرعها لك خادمك البرازيلي، ثم ترتدي «مشلحك»، الذي صنعه لك خادمك الإنجليزي، وتنتعل حذاءك، الذي صنعه لك خادمك الإيطالي، ثم تتجه بالطبع إلى حصانك الحديدي، الذي صنعه لك خادمك الأميركي، لتسير على الأسفلت الذي عبّده لك مجموعة من العمال من مختلف شعوب الأرض، ثم تدلف إلى المبنى الذي بناه لك خادمك الأفغاني، وتقتحم مكتبك الذي صنع طاولته خادمك الألماني، ثم تتناول التلفون، الذي صنعه لك خادمك السويدي، ثم تنظر إلى ساعتك التي صنعها لك خادمك السويسري، ويكون آنذاك قد انتصف النهار، وأنت لم تفعل شيئاً لبلادك الجميلة! ثم تروح تتحدث بالهاتف مع زوجتك المصون عن الغداء الذي زرع أرزه خادمك الهندي، وزرع «بطاطاه» خادمك البريطاني، وصنع معكرونته خادمك الإيطالي، وشكّل «سلطته» بقية خدمك العالميين! ثم تذهب إلى البيت الذي بناه لك خادمك الباكستاني، وتتناول وجبتك الجاهزة التي تقدمها لك خادمتك الإندونيسية، ثم تستلقي بالطبع لتستمع لمقطوعة ألّفها لك خادمك الإسباني، ثم تطقطق قليلاً بجهازك الإلكتروني الذي صنعه لك خادمك الأميركي.. ثم تتجه بالطبع إلى «الشلة» لتشتم شعوب الأرض وترى أنك أفضل أيها المواطن (العالمثالثي)؟!