|
أنهى خمسة وعشرون موظفاً من منسوبي دارة الملك عبدالعزيز مؤخراً البرنامج التدريبي المكثف عن كشف التزييف والتزوير في الوثائق التاريخية والمخطوطات الذي حاضر فيه خبير فحص الوثائق والمستندات الدكتور عبدالإله بن فهد السويدان.
وشارك في البرنامج الذي استمر لثلاثة أيام منسوبو الإدارات المعنية بالوثائق والصور الفوتوغرافية والمخطوطات وهي: مركز الترميم والمحافظة على المواد التاريخية، ومركز الوثائق والمعلومات التاريخية، ومركز المخطوطات، وأرشيف الصور والأفلام التاريخية، تعرّف من خلاله المتدربون على تاريخ التزوير والتزييف في المستندات وكذلك تاريخ ظهور القلم وأنواع الخطوط والأختام والتواقيع وتطوراتها، كما اطلعوا على أحدث النظريات في كشف أساليب التدليس في المصادر التاريخية المكتوبة والطرق المتنوعة الآلية والبصرية والكيميائية والفيزيائية لكشف صحة تلك المصادر من عدمها، كما زوّد البرنامج المتدربين بأنواع الحمايات الحديثة للمستندات من التدخل والتحريف والعبث مثل العلامة المائية وسلك الضمان والشعيرات الحرارية والطباعة الميكروسكوبية والملصق الهولوجرامي.
وأكد الدكتور عبدالإله بن فهد السويدان خلال تقديمه للبرنامج التدريبي على أهمية إعداد كوادر بشرية سعودية في هذا المجال الذي يعاني قلة في متخصصيه وقرن التعليم النظري بالتدريب التطبيقي وإتاحة الفرصة لهم بالممارسة الطويلة لاكتساب الخبرة الكافية، كما دعا إلى تحديث الأنظمة المعمول بها في المملكة العربية السعودية لمكافحة التزوير خاصة في الوثائق التاريخية، ومراجعتها بصورة دورية لمواكبة التطورات المستجدة في جرائم التزييف والاحتيال ومنها استخدام التقنيات الحديثة، وأشاد الدكتور السويدان بخطوة دارة الملك عبدالعزيز إلى تدريب منسوبيها على كشف جرائم الاعتداء على الوثائق واستحداثها، واقترح أن تنشئ دارة الملك عبدالعزيز التي تعد -حسب الدكتور السويدان- صرحاً من صروح المحافظة على التاريخ الوطني إنشاء قاعدة بيانات لأغراض المقارنة والتحليل.
ويأتي هذا البرنامج ضمن حرص دارة الملك عبدالعزيز على تنمية كوادرها الوظيفية في مجال الوقوف ضد الوثائق التاريخية والمخطوطات المدلسة ودعم خبرائها بصف ثان من المؤهلين، وكذلك حرص الدارة على الإثراء الوظيفي لمنسوبيها ودعمهم بالمستجدات النظرية والعملية في مجالاتهم الوظيفية المختلفة، كما يعد هذا البرنامج ضمن اهتمامات الدارة وأعمالها لمكافحة الوثائق التاريخية والمخطوطات والأختام المزورة للحفاظ على التاريخ الوطني من التشويه والتزوير والتكسب غير المشروع.
جدير بالذكر أن دارة الملك عبدالعزيز تقوم بحملة واسعة لفحص الوثائق التاريخية المحلية وكشف الوثائق والمخطوطات المغشوشة منها، وذلك من خلال التحذير المستمر للمواطنين من عدم تداول ما لديهم من مصادر تاريخية إلا بعد الإفادة من إمكانات الدارة وقدراتها في الفحص على الوثائق والمخطوطات والتأكد من صحتها.