|
الرياض - (ا ف ب):
تشهد العاصمة الرياض معرضا للصور يتضمن مجموعة نادرة أبان موسم الحج قبل أكثر من قرن، تنظمه سفارة فرنسا في الرياض بالتعاون مع المتحف الوطني السعودي وجهات أخرى في خطوة ويعكس اهتمام باريس بالتقارب مع السعودية والعالم الإسلامي، وفتح المعرض أبوابه أمام الجمهور أمس الأربعاء ويستمر حتى 14 ديسمبر المقبل. وقال سفير فرنسا لدى المملكة برتران بيزانسونو خلال حفل الافتتاح في قاعات المتحف الوطني مساء الثلاثاء أن «المعرض خطوة متميزة باتحاه توسيع التعاون الثقافي بين فرنسا والعالم العربي والسعودية بشكل خاص». وأضاف «نأمل في تعريف السعوديين على ثقافتنا بقدر ما نرغب في عرض روائع الحضارة العربية والإسلامية على الفرنسيين والأوروبيين من أجل التقارب بين الشعوب وإزالة عدم الفهم سوء التفاهم التي تسيء إلى السلام بين الشعوب». وتابع السفير الفرنسي أن «هذا المعرض خير مثال على النشاطات التي نستطيع القيام بها سويا». وتضم المجوعة الفريدة 53 صورة التقطها العام 1908 محمد الحسيني مساعد القنصل البريطاني في جدة آنذاك، تعطي فكرة واضحة عن موسم الحج ومعالمه في ذلك الحين. وكان الحسيني طبيبا هنديا يعمل على تنظيم بعثة بلاده الكبيرة لأداء هذه الفريضة، وتعطي الصور فكرة واضحة عن موسم الحج ومعالمه في ذلك الحين، كما تظهر الفارق الشاسع بين سهولة الوصول إلى المشاعر المقدسة حاليا والصعوبات أو المشقة التي كان يواجهها حجاج تلك الأيام. وتظهر في الصور أماكن سكن الحجاج في مشعر منى وطرق وصولهم من العراق أو الشام وخصوصا المحمل المصري الذي كان يجلب كسوة الكعبة كل عام. وقد عثر على الصور في أرشيف الراهب الدومينيكاني انتونين جوسين عالم الآثار في الشرق الأوسط الذي أقام فترة ثلاثة أعوام (1907-1910) في مدائن صالح أو الحجر الواقعة شمال المدينة المنورة والتي تعد من أهم مراكز حضارة الأنباط التي ازدهرت بين القرنين السادس قبل الميلاد والثالث بعده. وانتقل جوسين بعد ذلك إلى القاهرة لتأسيس المعهد الدومينيكاني للحضارات الشرقية العام 1928. وهذا المعهد أصبح العام 1953 معهد الدومينيكان للدراسات الشرقية. وقال كتيب المعرض الذي أورد هذه التفاصيل أن تأسيس المعهد «يعكس رغبة حاضرة الفاتيكان في تحقيق تقارب بين المسيحية والإسلام». وحسب كتيب المعرض، تهدف فرنسا والمعهد من تنظيم معرض الصور هذا إلى «التشجيع على دراسة مشتركة للتراث العربيالمسلم لكي يتمكن الإسلام والغرب من التفاعل على أعلى المستويات». ويشدد منظمو المعرض في الكتيبا على أن التعاون بين مؤسسة التراث والمتحف الوطني ومعهد الدومينيكان يأتي «انعكاسا للحوار بين الأديان الذي يدعو إليه ويرعاه» الملك عبد الله بن عبد العزيز. ومن الأهداف أيضا «الحوار بين الحضارات الذي يتسع لجميعها وليس لواحدة فقط»، حسبما ورد في الكتيب نفسه. وكان معرض لهذه المجموعة أقيم في جدة في متحف باب البونط العام الماضي، وأشاد مدير عام المتحف الوطني عبد الله السعود بـ «الأهمية الكبرى لهذه الأنشطة في الحراك الثقافي على مستوى الوطن ككل وما تقدمه من علوم ومعرفة وفوائد تصب في خانة الحوار الحضاري والثقافي بين الشعوب».