|
نيويورك - عبدالمحسن المطيري:
من النادر أن يستفز فيلماً الجمهور الأمريكي مهما بدأ كاسراً تابوهات غير آبه بتحفظات البعض خصوصا المتدينين من الكاثوليكيين والذين يعتبرون هم الأكثر تمسكاً ومحافظة من غيرهم في المجتمع الأمريكي، عندما عُرض فيلم (The Sessions) في مهرجان فيلادليفيا السينمائي بدأ البعض مندهشاً حول مضمون الفيلم الصادم.
في هذا الفيلم يطرح الكاتب (بين ليون) والذي أخرج الفيلم أيضاً العديد من المحرمات المجتمعة معاً، فبدأ حيث لم يتوقع الجمهور من خلال قصة حقيقية حول رجل كاثوليكي يعاني من شلل كامل في جسمه.
خلق المخرج والكاتب مواقف نفسية وجسدية يعتقد الكثير من المجتمع الأمريكي أنها لا تليق بذوي الاحتياجات الخاصة، من أبرز التابوهات التي تطرق لها الكاتب في فيلمه (The Sessions) هي العامل النفسي الذي يواجهه المشلول (مارك) وهو بعيد عن الجنس.
لم يكتف المخرج بهذا فحسب، بل خلق لنا العديد من اللحظات التي يواجهها مارك عندما يعيش في تجربة الجنس لأول مرة في حياته. على الرغم أنه يبلغ من العمر أربعين عاماً.
يطرح الكاتب العديد من الأسئلة الوجودية والفلسفية من خلال شخصية (مارك) حول الموت والحياة والحب والخيانة والدين والتعامل مع رجل الكنسية الكاثوليكية.
تابوتاً آخراً فتحه المخرج بشكل صريح وأحياناً صادم بوصفه لأحد رجال الكنسية باللا مبالي في مسألة تدين الآخرين أو عدم تحذيره من الوقوع في المحرمات، فرجل الدين أصبح مهووساً بسماع قصص الجنس التي يحكيها له مارك في جلسات الاعترافات المنتظمة بينهم، من أدسم أفلام العام من ناحية قيمة المضمون.
(جون هوكس) بلا شك حجز له مكاناً في قائمة أفضل ممثل رئيسي لهذا العام، الممثل الفريد من نوعه (وليام اي ميسي) كعادته متألق دائما، ولا ننسى الممثلة الفائزة بالأوسكار (هالين هينت) فهي تقدم هنا دوراً عميقاً معقداً تستحق عليه كل الترشيحات التي حتماً ستأتي إليها في فئة أفضل ممثلة مساعدة.