|
الجزيرة - جدة:
أكد خبراء عالميون أن الاستثمار في مجال النفايات الصناعية في المملكة وتحويلها إلى طاقة سيوفر 40 مليار ريال سنوياً بما يعادل (10.67) مليار دولار أمريكي,مشيرين إلى أن مشكلة النفايات في المملكة تتمثل في عدم الاستفادة منها بتحويلها إلى طاقة.
وأوضحوا أن حرق النفايات الصلبة يحولها إلى رماد مع استرجاع الطاقة وهو أكثر تكنولوجيات تحويل النفايات إلى طاقة شيوعاً في العالم .وقالوا خلال المؤتمر الدولي البيئي الأول الذي تستضيفه ينبع حاليا أن هنالك أكثر من 600 محطة كبيرة لتحويل النفايات إلى طاقة في 35 بلداً حول العالم .
وقال مساعد الهندسة المدنية والبيئية بجامعة الأمير محمد بن فهد الدكتور عمر عوده إن طاقة النفايات عبارة عن عملية تحويل النفايات إلى طاقة بواسطة تكنولوجيات تولِّد منها كهرباء أو حرارة أو وقوداً حيوياً أو وقوداً اصطناعياً «، مبيناً أن هذه التكنولوجيات الحديثة تصنف في فئتين حرارية وغير حرارية، وغالبيتها تولد الكهرباء مباشرة من خلال الاحتراق، أو تنتج وقوداً قابلاً للاحتراق مثل الميثان والميثانول والإيثانول والهيدروجين وأنواع من الوقود الاصطناعي .
وأوضح الخبراء أن النظم البخارية ، مثل محارق النفايات قد تولد ما بين 450 و 550 كيلووات/ ساعة من الكهرباء لكل طن من النفايات البلدية الصلبة ، التي تطلق أيضاً نحو طن واحد من ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فيما يعد الانحلال الحراري تكنولوجيا أخرى تستخدم فيها الحرارة الفائقة في غياب الأوكسجين ، لتفكيك المواد العضوية الغنية بالكربون وإنتاج ثلاثة أنواع من مصادر الطاقة، فحم صلب بنسبة 35 % وزناً ، وزيت سائل (وقود حيوي) بنسبة 40 %، وغاز اصطناعي خليط من أول أوكسيد الكربون والهيدروجين وثاني أوكسيد الكربون بنسبة 10 %، والمنتجان الأولان قابلان للتخزين ، أما الغاز فيحرق في عملية الانحلال الحراري التي هي أكثر أماناً وأقل تلويثاً من الحرق .
وأكد الخبراء أن هناك تكنولوجيا حديثة قادرة على إنتاج طاقة من النفايات وأنواع أخرى من الوقود من دون حرق مباشر، وكثير من هذه التكنولوجيات تنتج طاقة كهربائية من كمية النفايات ذاتها أكبر مما يمكن إنتاجه بواسطة الاحتراق المباشر. وأشاروا إلى أن أهم طريقة للتخفيف من النفايات هي التقليل من إنتاج هذه النفايات، واستعمال المنتجات المستعملة، وتصليح المعطلة بدلاً من شراء جديدة, واستعمال الأكياس والأكواب متعددة الاستعمال بدلاً من البلاستيكية وحيدة الاستعمال، وتصميم المنتجات من قبل المنتجين بطريقة تسهل إعادة تدويرها . وأكدوا على أهمية التثقيف والتوعية في مجال معالجة النفايات نظراً لخطورته بسبب تراكم النفايات وتلوث الهواء وثقب طبقة الأوزون واستنفاذ الموارد الطبيعية وانبعاث الغازات السامة وانتشار القوارض في أماكن السكن .
وكشف المؤتمر عن دراسات سعودية جادة لتنفيذ مشروعات استثمارية لحماية البيئة خلال المرحلة المقبلة، وتنفيذ أول مشروع سعودي من نوعه في الشرق الأوسط لتحويل النفايات إلى طاقة كهربائية باستخدام تقنية البلازما كما هو الحال في ماليزيا واليابان والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا بتكاليف تقدر بحوالي500 مليون دولار أمريكي (1.8 مليار ريال). وسيعمل المشروع بعد تنفيذه على تحويل 3 آلاف طن من النفايات يومياً إلى120 ميجاوات من الطاقة الكهربائية.