لا يمثل رحيل أحمد الفريدي وقبله أسامة هوساوي عن الهلال مشكلة فنية في النادي الكبير، فهذا الثنائي بالإمكان تعويضه، خاصة أنه لم يكن يمثل قيمة أو تأثيرا واضحا خلال الموسمين الفارطين على الأقل!!
الجماهير الهلالية عندما تبرمت من رحيل الثنائي لم تتحدث -في الغالب- عن التأثير الفني، بل إن معظم هذه الجماهير كانت ترحب في وقت سابق برحيل اللاعبين خاصة الفريدي، لكنها لم تكن تتوقع أن يكون ذلك بهذه الطريقة ودون أي عوائد لناديها!!
في هذا الصدد يمكن القول صراحة إن إدارة النادي الأزرق قد فشلت في إدارة ملف اللاعبين واستثماره بالشكل المطلوب الذي يحقق مكاسب ظاهرة للنادي!!
فأسامة هوساوي كان يتحدث عن الرحيل إلى أوروبا منذ فترة طويلة، وكانت كل المؤشرات تقول إنه لن يواصل مشواره في الهلال وقد كان بالإمكان تسويقه قبل نهاية عقده بطريقة تضمن حقوق النادي، أما القول بأن اللاعب كان على وشك العودة وأن الاختلاف على الناحية المالية قد عطل ذلك، أو الإشارة إلى أنه قد وعد بألا يعود في السعودية إلا عبر بوابة نادي الهلال، فهو أمر يتنافى مع الاحتراف، ولا يمكن الأخذ به إطلاقاً، فاللاعب لا يلام عندما يبحث عن الأفضل والرقم الأعلى.. ومن يلام هي إدارة نادي الهلال فقط التي لم تتعامل مع ملف اللاعبين بشكل احترافي!!
أما أحمد الفريدي فقد كان واضحاً أن في نفسه شيئا على نادي الهلال وأن خاطره قد «طاب» من النادي منذ رسالة الجوال الشهيرة.. وقد كان حرياً بالهلاليين آنذاك أخذ الأمر مأخذ الجد، وعدم السماح للاعب بالعودة إلى النادي بل وضعه على قائمة الانتقال مباشرة، وهو ما نادت به معظم الجماهير الهلالية في ذلك الوقت، وذلك من أجل التأكيد على عدم الانصياع لضغوط اللاعبين، وعلى أهمية النظام والالتزام به، وعلى حفظ حقوق الفريق، خاصة أن الفريدي -مع التقدير الكامل لموهبته- لم يكن ذا حضور فاعل مع الفريق طوال المرحلة التي سبقت الرسالة الشهيرة.. ولم يسجل أي تأثير واضح أيضاً بعدها.. والغريب في الأمر هنا أن اللاعب رفض عرض الإدارة الهلالية المرة تلو الأخرى، لتذهب هذه الإدارة إلى التأكيد على عدم رفضها المبلغ المالي الذي تنوي دفعه للاعب.. فتصرمت الأيام، وطوت الليالي بعضها بعضاً.. فيرفض اللاعب العرض الأزرق ويختار عليه الاتحاد.. ويخسر الهلال عائدا مناسبا كان يمكن تحقيقه لو تعاملت إدارته مع الأمر بالشكل المناسب، وفي الوقت المناسب!!
من خلال مواقع التواصل الاجتماعي يتضح جلياً قلق جماهير الهلال على مستقبل فريقها.. خاصة أنها لا تشاهد أي تطورات إيجابية تلوح في الأفق، وأكثر ما تخشاه هذه الجماهير أن تواصل إدارة النادي التفريط بنجومه، لاسيما أنهم مطلب ملح لعدد من الأندية التي تحاول الوصول إلى ما وصل إليه الهلال، وأن معظم هؤلاء اللاعبين قد اقتربوا من دخول فترة الستة أشهر الصعبة على إدارة أي ناد!!
في الهلال رحل عدد من اللاعبين، لأسباب مختلفة، وهنا لا بد من تعويضهم بأفضل منهم حتى يواصل الفريق حضوره القوي على كافة الأصعدة، وهذه مسؤولية إدارة النادي بالتأكيد!!
خلال المواسم الأخيرة تعاقد النادي مع عدد من اللاعبين المحليين لكن أياً منهم لم يحقق النجاح المنتظر، وهو ما يحتم على الإدارة أن تحرص في تعاقداتها المقبلة.. وألا يكون للمجاملة أو ما يرغبه المشجعون دور في ذلك.. كما حدث في صفقات سابقة، لم يستفد منها الفريق إطلاقاً!!
يتحدث الهلاليون كثيراً عن الاستثمار، لكن شيئاً منه لم يتحقق منه كما يريدون إلا ما ندر.. وفي حالتين أو ثلاث = رادوي ونيفيز = مثلاً.. فأين هو الاستثمار الحقيقي الذي يتحدثون عنه؟ وهل هو في حالة الفريدي الأخيرة؟
مراحل.. مراحل
* من المؤكد أن إدارة النادي -أي ناد- هي من يتحمل نتيجة أخطائها وعليها أن تكون شجاعة بالاعتراف بذلك!!
* ما زال فكر المؤامرة موجودا لدى البعض للأسف!! مؤامرة على ماذا؟
* اقتربت فترة التسجيل الشتوية.. وما زالت الأندية محتارة من يرحل ومن يبقى، مع أن كل شيء واضح وبين.. ولكن أي الشجاع القادر على اتخاذ القرار!
* الإدارات مطالبة بعلاج أخطائها، وليس البحث عن مبررات واهية لها كما يفعل البعض!!
* عندما تريد إدارة أي ناد التعاقد مع أي لاعب فعليها:
* معرفة مدى حاجة الفريق الفنية له.
* معرفة رأي المدرب فيه.
* أخذ رأي عدد من الفنيين في قدراته وتناسبه مع الفريق.
* معرفة مدى مناسبة قيمة عقد اللاعب مع مؤهلاته الفنية.
* إذا لم تتحقق هذه الأشياء فإن النادي يدفع من أجل شيء لا حاجة له به أصلاً.. أو أنه دفع مبلغاً يفوق ما يستطيع تحقيق حاجته به مثلاً!!
* بعض اللاعبين يجب أن يعرفوا حدودهم وأن يتفرغوا للأداء داخل الملعب، وأن يتركوا الآراء والشؤون الإدارية لأصحابها!!
* يبدو أن نجومية اللاعب وجماهيريته قد شجعت على الاستفادة منه لتبرير أخطاء الإدارة وإظهارها بمظهر الناجحة!!
sa656as@gmail.comaalsahan@ :تويتر