لم يكن صالح النقيدان العضو المؤسس للجمعية السعودية للفنون التشكيلية وعضو مجلس إدارتها ومؤسس ورئيس جماعة عنيزة، الوحيد الذي يعشق مسقط رأسه ولا المتفرد بالتعبير عن مشاعره تجاه محافظته.. لكنه الوحيد الذي أحالها إلى مصدر الهام للتشكيليين وجعل من الفن التشكيلي جسراً للتعريف بها (سياحيا).
والحقيقة ان الزميل صالح، الفنان الذي لا يلام في حبه المفرط،وعشقه المحبب والمباح لـ(عنيزة)، فالمحافظة جميلة بكل تفاصيلها وفصولها، وتنوع بيئاتها الطبيعية، ورقي ذائقة مجتمعها، وحرص أبنائها، رجال أعمال كانوا، أو مسؤولين في مؤسسات حكومية، على دعم المبادرات لها، دون تكلف أو مبالغة بقدر ما كانت سهلة وسلسة، تمنح المساحة دون حدود لمن يبادر لتحقيق هدف يعود بالطبع إلى (عنيزة) ومجتمعها بالنفع ويمتد إلى أطراف الوطن.
قبل أيام تلقيت من الزميل المبدع صالح، دعوة لحضور أحد مشاريعه التشكيلية الكثيرة، منها ما تم تنفيذه من خلال معارضه الشخصية أو الجماعية التي يقوم علي تنظيمها، ومنها ما ينوي إعداده في قادم الأيام، كان المشروع حاملا عنوان (ملتقى الحواس) بدعم سخي من مؤسسة العوهلي الخيرية بعنيزة، مؤسسة متعددة الأغراض هدفها فعل الخير ودعم المحتاجين إضافة إلى تفعيل طاقات الشباب ودعم الأعمال الاجتماعية، كان منها هذا الملتقى الذي دعا إليه الزميل صالح باسم المؤسسة نخبة من أجيال الفن التشكيلي.
ومع أنني لم أحظ بشرف الحضور لأسباب يعلمها الزميل صالح تقبل اعتذاري برحابة صدره المعهودة، كان الملتقى جديدا في فكرته وهدفه مع ما تتسع له مساحته لأجيال شابة، هي في الحقيقة الأكثر حاجة ممن أخذوا نصيبهم (شهرة وإعلام نجلها لهم) مع علمي أن لهذه الفكرة محطات قادمة أجزم أنها ستكون لهذه الفئة، مقدرين الحضور الجميل لهذا العدد من الأسماء المعروفة، منها من لا زال حاضراً معطاء ومتفاعل ومنها القلة التي أصبحت أقرب للغياب منه للحضور (فلكل زمان مبدع فنان) معتبرين دعوة تلك المجموعة المعروفة، تدشينا لهذا المشروع الثقافي والسياحي الجميل بجمال وعلو قدر من قام على دعمه، وبعلو همة من قام على إعداده وتنظيمه بدءا من الفكرة مروراً بتهيئة الإمكانات من خامات وخلافها وصولاً إلى جني الثمرة.
أعود للزميل الفنان صالح النقيدان الذي يشاركني عدد السنين (الكثيرة) التي مرت من عمرنا ومع ذلك لا زال يحمل روح الشباب وطموحهم، ويسعى لرسم خط سير للفن التشكيلي في (عنيزة) على وجه الخصوص مع بقية المخلصين لهذا الفن في كل قرية ومدينة ومحافظة في القصيم عامة، فقد جعل من هذا الفن ومن خلال الكثير من المواقف ان كانت ملتقيات أو تاسيس جماعة أو استضافة فنانين منطلقا لنهج سياحي سيجد له مكان ومكانة، ورافداً لمشاريع الهيئة العليا للسياحة في المملكة.
monif.art@msn.comفنان تشكيلي