تندرج الهجمة الإسرائيلية الوحشية التي شُنت على قطاع غزة في سياق السياسات الصهيونية العنصرية التي تقبع خلف المواقف والاتجاهات التي تُميز الأحزاب المتعددة داخل الكيان الصهيوني.. هذه السياسات النابعة من فكر وعقيدة وفلسفة التعاليم الصهيونية العدوانية.. فكر وفلسفة مبنية على اعتقادٍ باطل ويشير كما يزعمون على أن أرض فلسطين هي أرض خالصة لهم دون غيرهم من الشعوب..
لذلك جاءت نظرتهم العنصرية الاستعلائية رافضة لوجود الشعب الفلسطيني على هذه الأرض.. وما الجماعات الصهيونية وبمختلف أحزابها سوى تجليات متنوعة لجوهر واحد هو العنصرية الصهيونية ذات الجذور الضاربة في عمق التاريخ البشري والتي منحتها بعض السمات الخاصة بها.. أهمها أنها لم تكن في يومٍ من الأيام حركة استعمارية وحسب إنما هي حركة استيطانية تَبَنتْ وبمقياس واسع فكرة الاستعمار المنظم لأرض فلسطين.
إن أحد سمات العنصرية اليهودية والإرهاب الصهيوني.. هو رفضه لواقع وتاريخ الشعب الفلسطيني وهذا ما ترجمه على أرض الواقع من عمليات قتل جماعي.. واغتيالات وتصفيات وممارسات وحشية لم ولن تتوقف إذا لم يكن هناك ضمانات دولية تتعهد بحفظ الحق الفلسطيني وحق الدفاع عن أرضه وشعبه لهذا فإن الأحداث التي تمرعلى غزة لا يمكن أن نعتبرها بأي شكلٍ من الأشكال حالة استثنائية.. وإنما هي استمرارية لمنهج سياسي مبرمج.. هدفه طمس الهوية الوطنية الفلسطينية ونفي للوجود الفلسطيني لتنفيذ المشروع الصهيوني القائم على مصادرة الأرض وإحلال شعب محل شعب.
لنعد بالذاكرة إلى يوم السابع والعشرين من شهر ديسمبر لعام 2008م ونستعيد ذكرى الهجمة الوحشية الشرسة التي شنتها إسرائيل على غزة وقتلت من قتلت من أبناء الشعب الفلسطيني.. ونسفت ودمرت واعتقلت ومارست أقصى درجات العنف النظري والإرهاب الفعلي بحق الأطفال والنساء.. منتهكة بذلك كل بنود الاتفاقات الدولية المتعلقة بمعاملة السكان المدنيين الذين يعيشون تحت الاحتلال.. وبجرد انتهاء هذا العدوان كشفت تقارير معززة بالأدلة قدمتها لجان الأمم المتحدة متخصصة لتقصي الحقائق حول العدوان الوحشي على غزة والتي رأسها القاضي اليهودي المغضوب عليه صهيونياً (غولدستان) هذه التقارير كشفت ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني وطالبت حينها العديد من المنظمات الحقوقية بملاحقة مجرمي الحرب في إسرائيل وتجريمهم على كل الجرائم التي ارتكبوها وبالرغم من صدور تقريرغولدستان فإن قادة العدو الصهيوني لم تربكهم هذه الحقائق ولم يوقف توقيع الاتفاقيات بينهم وبين منظمة التحرير الفلسطينية هذا النهج العدواني بل استحكم وبات أكثر وحشية وتعطشاً للدماء والتدمير والاعتقال.
الحقيقة التي لا جدال فيها أن سياسة الكيان الصهيوني هي سياسة عنصرية استيطانية احتلالية متعمدة نابعة من أيديولوجية يهودية تتبنى استقطاب اليهود من مختلف أنحاء العالم.. هي سياسة قلب الأفكار والحقائق والوقائع بهدف تفريغ الأرض من أصحابها الشرعيين والاستيلاء عليها وإعادة توطين الجماعات اليهودية لذلك فإن الهجمة العدوانية على غزة ما هي إلا دليل قاطع على أن الكيان الصهيوني ليس مستعداً للتعاطي مع الشعب الفلسطيني إلا بأسلوب الاستعلاء الذي فُطِرعليه هذا الأسلوب الذي اعتمد سلب الحقوق الوطنية وطمس الهوية واغتصاب الأرض.. وأن يرضى الشعب الفلسطيني بالعيش في كاونتات معزولة مشرداً.. لا أرض ولا وطن وهذه هي عقيدة الحركة الصهيونية اليهودية (شعب بلا أرض وأرض بلا شعب).
zakia-hj1@hotmail.comTwitter @2zakia