لطـالـمـا كان السياح والمهتمون بالآثار يقصدون المدن الغنية بتراثها وآثارها، للاطلاع على حضارتها وأنفاس الماضي الجاثم في جنباتها، لكن غير العادي هو حضور قطع من الآثار والمئات منها، لتتنقل بين مدن العالم وأشهر متاحفها، فتكون سفيراً مميزاً عن البلد وعنواناً لماضيه وحضارته وثقافته، ولعل ما حدث مع قطع آثار المملكة التي تنقلت ما بين متحف اللوفر في باريس، ثم أرميتاج في روسيا، ثم بيرغامون في ألمانيا إلى ساكلر في الولايات المتحدة، هو الدليل على هذا التميز والحضور والاهتمام بالتاريخ وحضارات استندت عليها ثقافة راسخة وعميقة للمملكة.
الآثار خارج حدود الوطن ترافقها ندوات تُعرّف بها وبتاريخ المملكة، ترافقها عروض فلكلورية وكتب مترجمة.. يحضر مبدعو المملكة من خلالها في الخارج كما سبقتها جهود جعلت تلك البلدان تسارع لاستضافتها، وذلك الحضور الكبير من الناس يتزاحمون أمام أماكن عرضها.
السؤال هو: هل يُمكن أن نُعزز من ثقافتنا المتحفية، فتتنقل هذه القطع داخل متاحفنا في المملكة؟ ومن ثم تصبح سياحة وثقافة وأماكن تُزار وتُقصد؟
كان هناك جهدٌ لصاحبة السمو الملكي عادلة بنت مليك البلاد في تعزيز الثقافة المتحفية لدى أبنائنا، فهل تصبح هذه الثقافة عامة وشعبية؟
إضافة للمدن التراثية والمناطق الأثرية التي تزخر بها المملكة والتي تستحق العناية والإعلام والاهتمام والاقتداء ببلاد صبغها طابعها التراثي، وأصبحت مقصداً للناس في العالم، فلا بد أيضاً أن يكون للمتاحف شأنٌ آخر ودورٌ حيوي مشوق محلياً وللزائرين الذين من أول أسئلتهم أي المتاحف تمتلكون؟
أولئك الذين يبحثون في المكان عن ماضيه وتراثه ويغادرون حاملين معهم الصور التذكارية لكل ما يُمكن أن تقع عليه أبصارهم ولكثرة ما لدينا، فالجمل بحد ذاته وبيت الشعَر وتدرجات الرمال والقرى في الجنادرية والعاذرية والدرعية و.. و.. و..و.. كلها أماكن لافتة ومميزة، ولو عددنا ما أحصينا.
كلنا وطن والمملكة قبلة ومآل
من آخر البحر
يا القلب مشكاة المدينة حين تغفو في الحنين
شرفة الغيم السخي
إذا تناثر دمعه
فوق الحكايا
تستفيق كما الحريق
يا القلب سرج محبتي
زوادتي
ومدينتي الفضلى
وذاكرة السؤال.
mysoonabubaker@yahoo.com