|
الجوف - محمد هليل الرويلي:
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار انطلقت مساء الأربعاء 21 نوفمبر 2012م أعمال الدورة السادسة لأعمال منتدى الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري للدراسات السعودية وذلك في مقر مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري الخيرية بمدينة سكاكا تحت عنوان «الآثار في المملكة إنقاذ ما يمكن إنقاذه» بحضور وكيل إمارة منطقة الجوف الأستاذ أحمد بن عبدالله آل الشيخ ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري الخيرية الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن السديري.
وقد بدأ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها كلمة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري الذي رحب بالحضور وقال فيها «إن هذا المنتدى يعد أحد المناشط المنبرية الدورية التي تقيمها المؤسسة سنويا، وتحرص من خلالها تناول بعض الموضوعات المعاصرة الجديرة بالاهتمام على مستوى الوطن وقد تم تداول عدد من المواضيع في الدورات الخمس السابقة وفي هذا العام اختارت هيئة المنتدى أن يكون موضوع الدورة السادسة «الآثار في المملكة إنقاذ ما يمكن إنقاذه» استشعاراً منها لما هذا الموضوع أهمية عصرية وما تمثله من إرث حضاري وتاريخي، وسوف يتم تناول هذا الموضوع في ندوة المنتدى بمشاركة مجموعة من العلماء والمتخصصين من الهيئة العامة للسياحة والآثار ومن عدد من كليات السياحة والآثار بالجامعات السعودية وبمشاركة من خبراء وأساتذة متخصصين في المجالات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والإعلام».
وأشار السديري إلى أن المؤسسة درجت في الدورات السابقة على طباعة أوراق العمل في هذا المنتدى وتوزيعها على الجهات ذات العلاقة ومكتبات الجامعات السعودية ومراكز البحث العلمي في المملكة ليكون لهذه المؤسسة شرف الإسهام بخدمة الثقافة في وطننا العزيز من خلال ما توفره مكتبتها العامة وتقدمه برامجها لدعم البحث والنشر ولجدير بنا أن ننوه بأن هذه المؤسسة ومثلها مؤسسات وجمعيات ومبادرات أخرى كثيرة في أرجاء هذا الوطن ما كان لها أن تعمل وتعطي وتثمر لولا الله ثم هذه الدولة الرشيدة.
الجوف عزيزة وأثرية وتاريخية
ثم كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار المتلفزة رحب فيها بالحضور وقال فيها: « أعبر عن سعادتي بهذه الليلة الوطنية في مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري الخيرية وفي ضيافة سمو أمير منطقة الجوف، وأشاد سموه بهذا المنتدى متطلعا لما يخرج به من نتائج وتوصيات سيتم الاستفادة منها في دعم الهيئة، مضيفا بأن الجوف عزيزة وأثرية وتاريخية ولها تاريخها المهم في بلادنا، مقدما شكره للقائمين على المنتدى».
بعد ذلك ألقيت كلمة هيئة المنتدى ألقاها عضو مجلس الإدارة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي جاء فيها: «يأتي لقاء هذا العام سهلا في اختيار موضوعه يسيرا في انتقاء الشخصية المكرمة، مضيفا أن المنتدى لم يكن ليتردد في اختيار الموضوع وهو يدرك أن البلاد بوجه عام والجوف بوجه خاص تؤكد البعد الحضاري للمملكة وهي تختزن على ظهرها وفي جوفها أعرق مستودع أثري في الجزيرة العربية يقدرها الأثريون بآلاف السنين، إذ تدل الحفريات والشواهد على أن محافظة دومة الجندل كانت أحد مواطن حضارة الأشوريين منذ القرن العاشر قبل الميلاد وعهد البابليين منذ القرن السادس قبل الميلاد، أما مركز الشويحطية فيعده الباحثون أقدم المستوطنات البشرية في غرب آسيا منذ عهد العصر الحجري القديم، حيث يقدر تاريخها بمليون عام على عهد الرواة، وما كان لهيئة المنتدى أن تتردد أيضا في إقرار العنوان الفرعي للندوة في مجال الآثار إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهي تعلم أننا تأخرنا كثيرا في الاكتشاف والتنقيب والحفريات والدراسات بل وفي حماية الآثار واسترداد ما نهب منها عبر القرون، وإننا سائرون كذلك ببطء في عرض ما تم اكتشافه في متاحف المناطق وفي تنظيم المحميات الأثرية وصونها وتوفير المرافق وتيسير وصول المواطنين والسياح والدارسين إليها».
رحلة مع الآثار والتراث
بعد ذلك قدم الدكتور الشبيلي شخصية المنتدى العالم الوطني الدكتور عبدالرحمن الأنصاري الذي كرس حياته لاستكمال ما بدأه علماؤنا الأوائل.
بعدها قدم الدكتور سعد الراشد ورقة عمل تحت عنوان «الأنصاري كما عرفته.. رحلة مع الآثار والتراث» تحدث فيها عن سيرة الدكتور الأنصاري بداية من حياته العلمية، كما لخص ما قدمه خلال ستة وأربعين عاما في خدمة آثار المملكة وتاريخها ومن أبرزها نجاح الأنصاري في تأسيس جمعية التاريخ والآثار عام 1386 هـ، كما نضم رحلات ميدانية مختلفة في مناطق المملكة للاطلاع على المناطق الأثرية والتراثية، بعدها قدم تلك الرحلات كمحاضرات عامة عن الآثار والكتابات والنقوش، كما كان من ثمار تأسيس الجمعية أن قاد الأنصاري أول رحلة استكشافية لموقع قرية الفاو، أيضا أثمر نشاط الجمعية في قرية الفاو بتعديل خطة التدريس في قسم التاريخ بالجامعة بإدخال تخصص فرعي عن الآثار».
بعدها تم تكريم شخصية المنتدى لهذا العام الدكتور عبدالرحمن الأنصاري كرمه رئيس مجلس الإدارة فيصل السديري.
ثم ألقى الدكتور عبدالرحمن الأنصاري كلمة قال فيها: «عند ما عدت من جامعة ليدز عام 1966 م بعد حصولي على درجة الدكتوراه كانت تحدوني آمال عظام في أن تشهد الآثار في المملكة نهضة شاملة تشمل الاكتشافات والبحوث والدراسات واليوم وبعد مرور حوالي ستة وأربعين عاما من رجوعي فإن المملكة صارت في مقدمة الدول العربية اهتماما بالآثار والدراسات الأثرية، فلدينا اليوم ولله الحمد أجيال من الأثريين يقومون بالإشراف على التنقيبات الأثرية الجارية في مختلف المواقع بالمملكة ولدينا اليوم أيضا نخبة من الأثريين يشرفون على كليات وأقسام الآثار في عدة جامعات». وأضاف الدكتور الأنصاري: «وأصبحنا نفخر بآثارنا التي عرضت في فرنسا وإسبانيا وألمانيا من خلال معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور الذي حل الآن في الولايات المتحدة الأمريكية، مشيدا بدور الهيئة العامة للسياحة والآثار التي يقف على رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الذي ارتقى العمل الآثاري على يديه إلى آفاق رحبة فيما يخص العمل الآثاري الميداني، مضيفا أن مؤسسة السديري الخيرية ضربت مثالا رائعا في اهتمام المراكز العلمية الخاصة بآثار المملكة وتاريخها الحضاري، مبديا سعادته باختياره شخصية المنتدى لهذا العام مقدما شكره للمؤسسة.
بعد ذلك كرم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري ووكيل إمارة منطقة الجوف الرعاة وتم تكريم «الجزيرة» الراعي الإعلامي للمنتدى، كما قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بتكريم عدد من المواطنين الذين أعادو عددا من القطع الأثرية، بعد ذلك تجول الجميع في أرجاء مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري الخيرية.