|
لقاء - خلود الجبر:
أوضح الدكتور حسن بن محمد الشمراني رئيس مشروع العربيَّة التفاعلية وكيل التطوير والجودة بمعهد اللغة العربيَّة التابع لجامعة الملك سعود بالرياض أن المشروع ينسجم من اهتمام القيادة العليا بالمملكة الحريصة على نشر وحفظ اللغة العربيَّة وصيانتها من الضعف والانحسار، كما أنَّه يتواءم مع رؤية الجامعة المتطلعة لمستويات أعلى في مجالات الريادة العلميَّة التعليميَّة على المستوى العالمي، كما تحدث في لقاء مع «الجزيرة» عن جوانب مهمة تُوضِّح فكرة ومسيرة المشروع وبرامجه، وما يحيط به من اهتمام على كافة المستويات.
بداية يقول الدكتور حسن محمد الشمراني رئيس مشروع العربيَّة التفاعلية Interactive Arabic وكيل التطوير والجودة بمعهد اللغة العربيَّة الأستاذ المشارك بقسم تدريب المعلمين بجامعة الملك سعود: إن تشريف وتدشين معالي مدير الجامعة الدكتور العمر للمشروع مصدر فخر وله عظيم الأثر في نفسي ولقد لمست في حديث معاليه حرصًا على العربيَّة بوصفها هوية دينية وطنيَّة، ثمَّ قال: يأتي مشروع العربيَّة التفاعلية Interactive Arabic امتدادًا للدور الريادي الذي يضطلع به معهد اللغة العربيَّة في جامعة الملك سعود بالمملكة العربيَّة السعوديَّة في تعليم اللغة العربيَّة للناطقين بغيرها، وإعداد موادها، والعمل على نشرها داخل المملكة وخارجها. فرؤية معهد اللغة العربيَّة تنص على الريادة العالميَّة، والمرجعية العلميَّة في برامج اللغة العربيَّة لغير الناطقين بها. ورسالته تُؤكِّد على توفير البيئة التعليميَّة المحفزة؛ لنشر اللغة العربيَّة عبر تقديم برامج تعليميَّة وتدريبيَّة وبحثية رائدة في مجال تعلم وتعليم اللغة العربيَّة لغير الناطقين بها. وينسجم ذلك مع اهتمام قيادة المملكة العربيَّة السعوديَّة باللغة العربيَّة، حيث صدر المرسوم الملكي بإنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز لخدمة اللغة العربيَّة ونشرها، كما يتناغم مع رؤية جامعة الملك سعود التي تسعى إلى الريادة العالميَّة. ومما لا شكَّ فيه أن العربيَّة التفاعلية تُعدُّ إحدى النوافذ؛ لتحقيق هذه الرؤية؛ لكونها موجهة إلى المستفيدين من غير الناطقين بالعربيَّة في جميع أقطار العالم، وبهذا سيكون موقع الجامعة على الإنترنت وجهة للراغبين في تعلم العربيَّة.
العربيَّة التفاعلية Interactive Arabic مشروع متاحٌ مجانًا لبرامج تعليم اللغة العربيَّة الرسمية والخاصَّة، ولا تتطلب الاستفادة منه سوى إكمال عملية التسجيل باستخدام البريد الإلكتروني؛ للبدء في استخدامه. ويستهدف مشروع العربيَّة التفاعلية فئة المبتدئين من الراشدين الناطقين بلغات أخرى غير العربيَّة، ويمكن الاستفادة منه في تعلم وتعليم العربيَّة بوصفها لغة ثانية أو أجنبية (أي: في الدول الناطقة بالعربيَّة أو الدول الأخرى غير الناطقة بها)، سواء أكان ذلك في برامج مكثفة أم غير مكثفة. والمشروع موجّه بالدرجة الأولى إلى التعلّم الذاتي، شريطة أن يكون المُتعلِّم عارفاً بحروف العربيَّة وأصواتها نطقًا وكتابة، وهذا يُعدُّ مطلبًا رئيسًا قبل البدء في الاستفادة من هذا المشروع.
وقال: إنّه بلغ عدد المستفيدين أكثر من 4393 مستفيد خلال أقل من شهر من تدشين المشروع وأغلب المسجلين فيه من بريطانيا، ثمَّ الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، ثمَّ باقي دول أوروبا وشرق آسيا وأمريكا الجنوبية، وأقلها دول إفريقيا باستثناء جنوب إفريقيا حيث يستفيد منه المقيمون في الوطن العربي من الوافدين.. ويستفيد منه الراغبون في تعلم اللغة العربيَّة في شتَّى أقطار العالم.
المحتوى التفاعلي:
اعتمد مشروع العربيَّة التفاعلية من ناحية المحتوى على كتاب العربيَّة للعالم، الكتاب الأول في سلسلة العربيَّة للعالم، لمؤلفه الدكتور حسن بن محمد الشمراني، وهو محكّم من المجلس العلمي في جامعة الملك سعود، وطبع في مطابع الجامعة، ثمَّ إنّه في خطوة لاحقة حوّل محتواه إلى محتوى تفاعلي interactive؛ ليتناسب وطبيعة التعلّم عبر الشبكة العنكبوتية، وقد استغرق هذا العمل وقتًا وجهدًا كبيرين؛ فما يمكن تقديمه عبر كتاب ورقي قد لا يكون ملائمًا لبيئة الحاسوب والإنترنت التي تتطلب أمورًا إضافية عدة، وجهدًا مضاعفًا، حيث التفاعل يكون بين متعلم اللغة وشاشة جهاز الحاسوب؛ فيستمع ويقرأ ويجيب على التدريبات، والحاسوب يصحح له، ويقوّم أداءه، ويتيح له فرصة الإعادة والمقارنة بين أدائه والأداء الأنموذجي في المشروع.
ويركز محتوى العربيَّة التفاعلية على التوازن والتكامل بين عناصر اللغة العربيَّة من مفردات، وتراكيب نحوية، ومهارات اللغة المختلفة من استماع، وكلام، وقراءة، وكتابة، بالإضافة إلى الاهتمام بالكفايتين الاتِّصالية والثقافيَّة، وبهذا يسهم المشروع أيْضًا في الوعي بمظاهر الثَّقافة العربيَّة. وكذلك يهتم كثيرًا بالجانب التواصلي؛ ولذا فإنّه يولي المادَّة الشفهية اهتمامًا خاصًّا، وهذا لا يعني إغفال مهارات اللغة، وعناصرها الأخرى.
لغة العربيَّة التفاعلية:
ويتبنى مشروع العربيَّة التفاعلية استخدام اللغة العربيَّة الفصيحة المعاصرة Modern Standard Arabic، لا هي بالعربيَّة الكلاسيكية القديمة، ولا بالعامية، وإنما لغة سهلة واضحة، وهي تلك اللغة المستعملة في مؤسسات التَّربية والتَّعليم العالي في العالم العربي، واللغة التي يتخاطب بها، ويفهمها المُثقَّفون في وسائل الإعلام المشاهد والمسموع والمقروء في الدول العربيَّة.
نظام الوحدة الدراسية:
وقد اتبع مشروع العربيَّة التفاعلية Interactive Arabic نظام الوحدة الدراسية بمعدل اثنتي عشرة وحدة، حيث تبدأ الوحدة بمحادثتين أو ثلاث، وهي نصوص حوارية لمواقف اجتماعيَّة مستوحاة من مواقف حياتية يومية؛ ليتمكن المُتعلِّم من التفاعل والتواصل في مواقف حياتية مختلفة. وتعدُّ هذه المحادثات العمود الفقري للوحدة، من حيث المفردات والتعبيرات الشائعة، والتراكيب النحوية، والمظاهر الثقافيَّة العربيَّة المختلفة.
الدروس:
تضمّنت كل وحدة سبعة دروس على النحو التالي:
الدرس الأول: استمع
(محادثتان أو ثلاث على شكل فيديو، حيث تظهر الجملة والصوت معًا، ويمكن للمتعلم إعادة المحادثات حسب ما يريد).
الدرس الثاني: المفردات.
(قائمة بالكلمات والتعبيرات الشائعة التي وردت في المحادثات تظهر كلمة كلمة، ويمكن للمتعلم دراستها ومراجعتها، وتصاحبها في الغالب صور تُوضِّح المقصود، فتساعد على الفهم والاستيعاب أكثر. ثمَّ تلي ذلك تدريبات تفاعلية على المفردات، وهي آلية التصحيح، ويصحبها تقويم بالإجابات الصحيحة والخاطئة).
الدرس الثالث: التراكيب النحوية
(وهي بمنزلة ملخص لما ورد من تراكيب وظيفية في المحادثات. وقد استخدمت الجداول والألوان والأيقونات المختلفة؛ لمساعدة المُتعلِّم على الوصول بنفسه إلى معرفة الفروق في الاستخدام بين المذكر والمؤنث والمفرد والجمع...إلخ. ثمَّ تلي ذلك تدريبات تفاعلية على التراكيب، وهي آلية التصحيح، ويصحبها تقويم بالإجابات الصحيحة والخاطئة).
الدرس الرابع: فهم المسموع
(عبارة عن فيديو يعرض حوارات قصيرة، ويختار المُتعلِّم رقم المحادثة من الصُّور المصاحبة التي تضمّ في الغالب ست إلى تسع صور. ويمكن للمتعلم التَّحكم في تشغيل أو إيقاف الفيديو للحظات حتَّى يكمل التدريب، وهو تدريب إلى التصحيح، ويصحبه تقويم بالإجابات الصحيحة والخاطئة). ويوجد في نهاية هذا الدرس رابط ينقل المُتعلِّم إلى ملحق لنصوص فهم المسموع يحتوي على النص مكتوبًا، ومسجلاً صوتيًّا، كما يضمّ أنموذجًا للإجابة... وهنا يمكن للمتعلم أن يستمع ويقرأ ويراجع إجاباته في أن واحد).
الدرس الخامس: تحدث
(تدريبات تحتوي على أمثلة قصيرة لمحادثة، ويعطي المُتعلِّم بعض المفردات أو العبارات؛ لاستخدامها في أمثلة مشابهة، ثمَّ يطلب منه الذهاب إلى غرفة المحادثة مع زميل أو أكثر، وهي بداية لأحاديث أخرى قد تنشأ في هذه الغرفة مع زملاء من مختلف دول العالم، حيث يشتركون في الهدف نفسه، وهو التواصل باللغة العربيَّة).
الدرس السادس: اقرأ
(ويختلف من وحدة إلى أخرى، حيث يبدأ بقراءة الكلمات والعبارات القصيرة في الوحدات الأولى، ثمَّ يتطور؛ ليصبح نصًا قرائيًّا في الوحدات التالية، وتصحبه أسئلة لفهم المقروء. يطلب في البداية من المُتعلِّم أن يقرأ النص، ثمَّ يقارن قراءته بما يسمعه «تسجيل لقراءة أنموذجية للنص»).
الدرس السابع: اكتب
(كتابة آلية، وتضمّ تدريبات كتابية متنوّعة منها: إكمال الكلمات بالحروف المناسبة؛ ليتدرب الطالب على طريقة كتابة الحرف في بداية ووسط ونهاية الكلمة، ومنها بناء جمل، وإعادة ترتيب الكلمات؛ لتصبح جملة، وإنشاء جمل جديدة على غرار جمل أخرى. كما يمنح الطالب فرصة الدخول إلى غرفة المحادثة النصية؛ لممارسة الكتابة الحرة، وتبادل الحوارات القصيرة مع زملائه).
الاختبارات:
ويضمّ مشروع العربيَّة التفاعلية أيْضًا ثلاثة اختبارات، حيث يحتوي كل اختبار على 100 سؤال آلية التصحيح بعد كل أربع وحدات؛ ليكون مجموع الأسئلة 300 سؤال، وذلك بخلاف عشرات الأسئلة والتدريبات التي تتخلل الوحدات. وهي على النحو التالي:
* اختبر نفسك (للوحدات: الأولى إلى الرابعة).
* اختبر نفسك (للوحدات: الخامسة إلى الثامنة).
* اختبر نفسك (للوحدات: التاسعة إلى الثانية عشرة).
الملاحق:
كما يضمّ مشروع العربيَّة التفاعلية ثلاثة ملاحق على النحو التالي:
* نصوص فهم المسموع (كتابيًا وصوتيًا) ونماذج الأجوبة.
* ملخص للتعبيرات والمفردات مرتبة حسب الوحدات.
* ملخص للتراكيب النحوية مرتبة حسب الوحدات.
العربيَّة التفاعلية على تويتر وفيسبوك:
يقدم المشروع أيْضًا فرصة للمتعلمين؛ للتواصل والتعارف أكثر عبر ربطه بصفحة للعربيَّة التفاعلية على موقعي التواصل الاجتماعي: توتير وفيسبوك، حيث يمكن التَّعرف عبر هذه الصفحة أيْضًا على صوت المتعلم، ومِنْ ثمَّ الاستجابة لاقتراحاته، كما يمكن للمتعلمين أنفسهم التواصل والاستفادة من خبرات بعضهم بعضًا.
ويمكن البحث عن الصفحة من خلال (العربيَّة التفاعلية) أو (Interactive Arabic).
نعم، لقد كان مشروع العربيَّة التفاعلية حلمًا، وأصبح حقيقة، ولا ندّعي هنا أننا وصلنا إلى كل ما نحلم به، ولكن نستطيع القول: إننا قد بدأنا في عمل ينبغي ألا يتوقف، ويجب أن يحظى بالاهتمام والعناية من القائمين على مهمة خدمة اللغة العربيَّة ونشرها. نأمل من المطلعين على هذا المشروع الكتابة إلينا بأيِّ ملاحظات، أو اقتراحات يرونها، أو أخطاء علمية يجدونها؛ وذلك للعمل على تعديلها، على البريد الإلكتروني الخاص بالمشروع، وهو: interactivearabic1@gmail.com