الأحداث الأخيرة التي ظهرت لنا ومنها حادثة صهريج الغاز لا يمكن أن تمر مرور الكرام، ولا يمكن أن نأخذها على أنها حادث عبر وانتهى أمره، بل الواجب على الجهات المسؤولة عن مثل هذه الأمور إعادة التفكير جدياً فيما حدث، فلا يمكن أن نترك صهاريج الغاز وشاحنات نقله تتجول داخل الأحياء وتزاحم في الطرق والممرات الضيقة، ولابد من وجود بدائل للغاز المنقول المحمول؛ أي تمديدات أرضية وفوق ذلك، وقبله يجب سعودة كل من يعمل في هذا المجال، وحصرها على السعوديين، وإعطاء دورات أمن وسلامة لهم، وعدم السماح لأحد بممارسة هذه المهنة؛ أي التعامل مع الغاز، إلا بعد اجتياز دورة الأمن والسلامة، إضافة إلى الاختيار الدقيق للسائقين وتدريبهم تدريباً تقنياً على أعلى مستوى.. وعدم ترك الناقلات تجوب الشوارع الضيقة والمزدحمة، كذلك نقل مجمعات الغاز خارج النطاق العمراني؛ لأنها قنابل موقوتة لا أحد يستطيع أن يأمن شرها، خاصة إذا أسيء التعامل معها، ويجب أن نتعلم من كل ما حدث ونبعد الخطر عن المواطن والمقيم؛ لأنني ألاحظ أحياء، خاصة في جدة، شركات الغاز تقطن بينها، ولا حياة لمن تنادي، والناقلات تزعج السكان صباح مساء، ولا أحد يسمع لشكواهم.. كذلك أماكن الغاز داخل المدن تفتقر لأبسط وسائل السلامة.. وأغلب العاملين فيها لا يعلم إلا كيف يركب الساعة ويعطيك الأسطوانة.. لكن وسائل التخزين السليمة بعيدة عنهم تماماً، خاصة في ذروة الحر الشديد مما يزيد الأمر خطورة، والقصد أن مستودعات الغاز يجب أن تكون مستوفاة لوسائل السلامة الكاملة، وكذلك الشاحنات والناقلات وسعودة العاملين عليها جميعاً وتخصيص تدريب شامل لكل من يعمل في هذا المجال ومحاولة العمل على التمديدات الأرضية للغاز، وإخراج المجمعات الغازية أو شركات الغاز من داخل النطاق العمراني.. حتى لا نفاجأ بكوارث أخرى ولا يوجد أشنع من كوارث الغاز، فقد عاصرتها طوال (15) عاماً في مهام الحج، وأعلم جيداً مدى ضررها ومصائبها.
هذا إذا أردنا أن نحافظ على سلامة البيئة والوطن والمواطن، وأعتقد بأن المسئولين عن الأمن الصناعي يعلمون هذه الأهمية ويقدرونها، خاصة هذه الأيام، ولكن علينا أيضاً ألا ننسى متابعة هذا الأمر حتى نبعد الخطر عنا وعن المجتمع، والله من وراء القصد... وكل عام وأنتم والوطن بخير.