الازدحام الشديد الذي يزداد شدّة مع مرور الوقت في مدننا الكبيرة، والذي يتناولــه البعض من الكتّاب في مقالاتهم بين الحين والآخر التي تتضمّن الآراء فيما يمكن عملــه لمواجهة هــذه المشكلة التي لا يخفى مدى ما تلحقه من أثر ضار لرجل الأعمال والموظف والطالب، حين لا يتمكنون من بلوغ غاياتهم باليسر والسهولة.. وإن لا يخفى ما للجهات المختصة والمعنية من جهود واهتمامات بهذا الشأن، التي من بينها ما تأتي على بيانه الصحف.. إلاّ أنّ ذلك لا يمنع من طرح الاقتراح المناسب والمفيد في مثل هذه القضية، حيث نرى إضافة لما سبق طرحه من آراء ومقترحات، أن تصير العناية بتشجيع الهجرة المعاكسة من المدن للقرى، حيث لا يخفى هجرة الكثيرين من القرى للمدن على مدى سنين طويلة سعياً وراء طلب الرزق، بعد أن أفاء الله على هذه البلاد بسخاء نعمه.
وصار الحراك التجــاري على غير ما كان وتوفرت فرص التوظيف والعمل في القطاعين العام والخــاص.. إنّ عودة المواطنين لقراهم شيء ممكن متى هيئت الظروف والأســباب لذلك، ليس بتطوير القرى، بل لصناعة مدن جديدة مصغرة بالقرب من قرى كل منطقة تكون مراكز للنشاطات التجارية والصناعية.. تقام فيها الجامعات وفروع الجامعات الأخرى والمدارس العسكرية والمجمعات الحكومية، بالإضافة إلى مجمعات القضاء والتعليم والصحة والبلديات ...الخ، وكذلك المشاريع الإسكانية، ففي مثل ذلك توفير لأجواء من الراحــة والهدوء اللذين يفتقرهما الكثيرون في تلك المدن الصاخبة والمكتظة بأسـباب الحياة الحديثة، ولو أردنا مثالاً لذلك تأتي المنطقة الصناعية أو كما قيل عنها المدينة الاقتصادية في منطقة سدير كأحـد المواقع التي يجب أن تحتوي على مثل تلك المنشآت والنشاطات، والتي منها ما هو مبعثر في القرى المجاورة لذلك الموقع المتميّز بتوسطه للعديد من المناطق.
إنّ في مثل ذلك مما يمكن أن يكون من بين الحلول التي تسعى إليها الجهات المعنية لتخفيف الضغط على مدينة الرياض كإحدى مدننا التي تعاني ذلك الازدحام الشديد.. مثل ما يجب النظر في تلك الأعداد من العمالة السائبة التي هي الأخرى مما يزيد من حجم المعاناة بسبب سلبياتها الكثيرة مما لابد من النظر فيه بين الحين والآخر.