في يوم ما وبعد أدائنا للصلاة، التقيت والد الجيران، وهو رجل مرح ومتواضع وطيب القلب، دائماً يسعد حينما يطلب أحد منه النصيحة، سألته حينما تنتابني الرغبة بأن أحظى بمحبة الناس وبتقديرهم واحترامهم لي؟ كانت الابتسامة تبدو على محياه كما هي عادته ومن ثم أجابني بقوله: إن حب الناس للإنسان متوقف أولاً على التوفيق من الله تعالى، ثم بمنهجية الإنسان، نعم فهو؛ أي الإنسان، له دوره وإسهامه في خضم اكتساب الناس ورضاهم وتقديرهم واحترامهم له، فالإنسان بجمال تعامله مع الآخرين ومن منطق تفانيه واتصافه بكل عمل ومبدأ جميل نعم، الحرص على قراءة السلام والبشاشة لدى اللقاء والتواضع واللين والرفق وإبداء روح التعاون على كل بر وخير، وبث النصيحة ومساعدة الفقراء والمحتاجين والبائسين، وإحسان الظن بالآخرين والزيارات الأخوية لوجه الله تعالى وصلة الرحم، نعم كل تلك الأعمال كفيلة بعون الله تعالى ثم بعد الإنصاف والتحلي والتخلق بها بأن يحظى الإنسان بحب الناس وبتقديرهم وباحترامهم له، نعم لأن الناس بطبيعتهم قد جبلوا على محبة من يحبهم ومن يحسن التعامل معهم ومن يتواضع لهم، قال تعالى في محكم التنزيل: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.