تصفحت (الجزيرة) في عددها 14659 فوجدت وجهة النظر التي سطرها الدكتور محمد الجوير بعنوان (دعاة على أبواب المواسم!) محذراً ممن يستغلون الناس باسم الدين ممن يدّعون العلم والمعرفة بحثاً عن الشهرة وجمع الأموال ومنهم السحرة والمشعوذون وبعض مدّعي تفسير الأحلام، وقد أشار إلى أحد الدعاة في معرض ما كتب دون ذكر اسمه رغم أنني أتحفظ على بعض ما قال عنه رغبة في عدم الإطالة ولعدم جدوى ذلك، ولأن كل إنسان يُؤخذ من قوله ويرد إلا نبينا محمداً عليه الصلاة والسلام، ولأهمية الموضوع الذي أرى من وجهة نظري بأن الكاتب أجاد في كثير مما كتب بتحذيره من بعض هؤلاء خاصة السحرة والمشعوذين ومن بعض من يدّعون تفسير الأحلام أحببت أن أكون طرفاً آخر في الموضوع بالتحذير من دعاة آخرين أسميهم كما سماهم العلماء (دعاة على أبواب جهنم) ممن يضلون الناس بغير علم وممن يسعون لتغيير بعض معالم الدين بالدعاوي الباطلة وبحجة التطور وتغيّر الزمان الذي لا بد من مسايرة العالم فيه كما يقولون ويزعمون في مطالبهم ودعاويهم الباطلة وذلك بمحاولة إلغاء بعض المسميات والمعتقدات والفرائض وقواعد وثوابت ديننا الحنيف التي فرضها رب الأرض والسموات والتي ثبتت في الكتاب والسنة وأفتى بها علماؤنا الربانيون الثقات قديماً وحديثاً كالجهاد في سبيل الله، والحجاب، وسفر المرأة بدون محرم، وموالاة أعداء الله، والاستهزاء والسخرية من بعض العلماء والدعاة وطلب العلم عبر وسائل الإعلام المتعددة وبعض أحكام الدين التي يطالب هؤلاء بتمييعها وإضلال الناس بغير علم بالتدليس على الناس ومحاولة إقناعهم بأن ما قالوا هو الحق، وهم أشد خطراً ممن سماهم الكاتب (دعاة على أبواب المواسم) كيف لا وهم ينادون ويطالبون بإحلال ما حرّم الله ويصولون ويجولون ويخوضون في آيات الله بغير علم، ومن يتابع وسائل الإعلام خارج المملكة يسمع ويشاهد ويقرأ ما يكتبونه ويتفوّهون به بكل جرأة، متناسين أن الله حذَّر من القول بغير علم وإطلاق العنان للسان ليخوض في الحلال والحرام كما تعالى في سورة النحل: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (النحل116 - 117) ولا شك بأنهم على خطر إن لم يتوبوا إلى الله ويبتعدوا عن اتبع الهوى والقول على الله بغير علم، وكل ما يغضب الرب، ومن التزم بشرع الله نجا من عذابه في الدنيا والآخرة.
صالح بن عبدالله الزرير التميمي - الرس