أشير إلى ما كتبته إحدى الأخوات في صفحة الرأي بتاريخ 29-12-1433هـ حول بعض الطالبات الجامعيات اللاتي يصطحبن معهن الشغالة المنزلية وتبقى الشغالة لساعات انتظار طويلة في ممرات الجامعة المكشوفة للشمس والبرد القارس في مشهد يتنافى مع أبسط أبجديات حقوق الإنسان وتطالب الأخت الكاتبة برصد ذلك وتوثيقه من قبل عضوات جمعية حقوق الإنسان بحثاً عن حل لهذه الظاهرة ...الخ.
والواقع أنني لا أرى أن هناك ظاهرة حقيقية من هذا القبيل وكل ما هنالك هو أعداد قليلة في بعض الكليات الجامعية وهذه مشكلة بسيطة يمكن حلها دون تدخل حقوق الإنسان وذلك بقيام إدارات الكليات بمنع الطالبات من اصطحاب الخادمات وعدم السماح بدخولهن إلى حرم الكليات لأنها أي الكليات ليست مكاناً لإيواء الشغالات ولولا تهاون بعض إدارات الكليات ما وجد شيء من هذا القبيل خاصة عندما يكون اصطحاب الشغالة على سبيل المباهاة بوجود شغالة خاصة بالطالبة على أنه يمكن مراعاة الطالبات من ذوات الاحتياجات الخاصة اللاتي تتطلب حالتهن اصطحاب الخادمة أن يسمح لهن بذلك على أن يخصص مكان مناسب لهؤلاء الخادمات تراعي فيه الاحتياجات الإنسانية اللازمة، وحتى تتفاعل الكليات بإيجابية مع هكذا تنظيم ينبغي أن تقوم كل جامعة باصدار تعميم إلى جميع الكليات بمنع اصطحاب الطالبات للخادمة ما عدا الحالات الاستثنائية المرخص بها ولا مانع من توعية الطلاب والطالبات في جميع المراحل بمعاملة الخدم والسائقين معاملة إنسانية حسنة تفاعلاً مع تعاليم الدين السمحة ومع توصيات منظمات حقوق الإنسان الممثلة بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في المملكة الذين عليهم أن يتوغلوا في أعماق المجتمع ويبحثوا عن هكذا مخالفات للحقوق التي يسعون لجعل الجميع يلتزمون بها وفقهم الله.
محمد الحزاب الغفيلي