بصراحة أصبح احتراف اللاعبين لدينا شبيه إلى حد كبير بزواج المسيار الذي غالبا ما يشوبه غموضاً غير عادي وإذا ما عدنا للاحتراف ومقومات نجاحه بما يضمن مستقبل اللاعب وكذلك مصلحة الأندية فإن الاحتراف مبني على مبدأ العرض والطلب والبحث عن المصلحة لمختلف الأطراف تاركين خلف ظهورهم أي انتماءات أو تضحيات بعد أن آلت الأمور إلى المادة والتي تعتبر عصب الحياة في وقتنا الحاضر وقد تكون الشواهد كثيرة على ما سبق طرحه وأكبر مثل حالة اللاعب أحمد الفريدي والذي أعلن في أكثر من مناسبة أنه يبحث عن تأمين مستقبله ومن سوف يدفع له أكثر نافياً ومؤكداً أنه لم يعد هناك أي ولاء أو انتماء لناد معين بعينه ولكن المفارقة العجيبة أنه ذهب إلى ناد لا يعرف أحد كم تقاضى مقابل عقده ولا إعلان المدة وهذا قمة التناقض فيما سبق وأن أدلى به والشواهد كثيرة ولم تقتصر على حالة أو حالتين فمعظم اللاعبين يتشدقون بالاحتراف وهم يقومون
بإبرام العقود في أجواء غامضة وبعيدة عن الشفافية وإذا أردنا أن نؤكد على غموض العقود ها هو هوساوي يعود للملاعب السعودية في محطة أخرى ولا يعلم أحد كيف عاد وكم تقاضى مقابل عودته وكم حصل النادي البلجيكي مقابل فسخ عقده بعد أن خاض أفشل تجربة احترافية لم تتجاوز الثلاثة أشهر وقد تكون المشكلة الأدهى والأمر يبدو أن اللاعبين ومدراء أعمالهم فهموا الاحتراف بطريقة خاطئة واعتقدوا أن المحسوبيات والعلاقات هي من تفرض أسلوبها على الاحتراف الرياضي المعمول به في جميع أنحاء المعمورة إلا لدينا والذي أصبح قريباً من المناسبات الغامضة وغير الواضحة وأقرب تشبيه لها هو زواج المسيار والذي يعتبر شرعيا من الناحية الدينية ولكن غير معروف حتى لأقرب الناس منه.
الهلال يكشف حال الأهلي
جاءت مباراة الهلال والأهلي من الجولة 13 من الدوري لتكشف أن نادي الأهلي لم يتأثر فقط من خروجه الآسيوي وإنما لديه مشاكل فنية كثيرة وقد تكون في المناطق الخلفية وخاصة منطقة الارتكاز والذي لم يعد يوجد فيه لاعب متخصص في هذا المركز اللهم محاولة المدرب في كل مباراة اختيار عنصرين يحاول صناعتهما وهذه الطريقة أحرجت خط الظهر إلى درجة أنه أصبح من أضعف خطوط الفريق وقد افتقد الفريق لصانع لعب بعد انخفاض مستوى تيسير الجاسم هذا الموسم خاصة في اللقاءات الكبييرة ووضوح تأثير انتقال اللاعب كماتشو الذي كان العلامة الفارقة في الموسم الماضي
حتى خط المقدمة الذي دائماً ما يبرز فيه اللاعبان فيكتور والحوسني إلا أن اللعب الفردي والأنانية أصبحت ملازمة لهما ولم يعد هناك أي نوع من التعاون بينهما داخل الملعب والمشكلة الأمر والأدهى هي غياب الكادر الطبي المميز والدليل كثرة الإصابات وطول مدة علاجها فاليوم من يشاهد النادي الأهلي منذ عودته آسيوياً يشعر بأن هذا الفريق من المستحيل أن يكون وصيف بطل الدوري الموسم الماضي وبطل كأس الملك فثلاث خسائر متتالية تدل على أن الأمور غير جيدة إطلاقاً وقد أكدها نادي الهلال الذي لم يجد أي صعوبة في تجاوز اللقاء وكأنه يلعب مناورة وأكد ما سبق أن ذكره مدرب أولسان الكوري عندما قال في النهائي الآسيوي إنه لم يشعر بأنه يلعب نهائي وشبه المباراة بالمناورة لفريقه.
نقاط للتأمل
- واصل دوري زين انخفاض مستوى معظم الفرق وغابت معها الإثارة والحضور الجماهيري وأصبحنا نشاهد المدرجات خاوية وقد يكون السبب أن المتعة قد اختفت ولم يعد هناك حافز للحضور الجماهيري.
- مؤسف جداً أن تعلن رابطة دوري المحترفين تسويق تذاكر بعض المباريات عن طريق شركات أو مواقع الكترونية والبوابات الالكترونية لم تجهز والملاعب غير جاهزة لهذه التقنية غير المفيدة حالياً.
- أعتقد أن المسابقات الآسيوية أصبح ضررها أكثر من نفعها على فرقنا المشاركة والتي تستخدم سياسة القص واللصق وعندما تخرج تلك العيوب وقد يكون فريقا الاتفاق والأهلي أكبر الأمثلة وأصبحا يتلقيان الهزيمة تلو الأخرى.
- من أهم عمل مدير أعمال اللاعب المحترف هو عقد العمل والتسويق والبحث عن الأفضل والوضوح وهذه جميعها غائبة عن معظم مدراء الأعمال إلا من رحم ربي.
- بالأمس فسخ الفيفا ارتباط اللاعب سوزا مع نادي الاتحاد كإجراء أولي ولكن السؤال ماذا سوف يتبع هذا القرار من قرارات أخرى خاصة إذا كان نادي الاتحاد لم يلتزم بمستحقات اللاعب واحتجاز جوازه ورفضه المغادرة وهذه تعتبر حالة جنائية في كل الأحوال.
- خرج علينا هذه الأيام ومع انتخابات الاتحاد السعودي أكثر من قانوني جميعهم يدلون بما لديهم من الناحية القانونية ولم يتفقوا على صيغة معينة وهذا أكبر دليل أن التسمي بكلمة قانوني شبيه إلى حد كبير بكلمة دكتور والله أعلم كيف يمنحوا أنفسهم هذه المسميات.
- ما زال فريق الفتح يقدم مستوى نموذجيا ورائعا حسب إمكانية اللاعبين بدون أي ضغوط أو تمييز بين اللاعبين حتى أصبح جميعهم نجوما مع استقرار فني استثنائي وغير مسبوق وهذا ما يجب أن تحذوه جميع الأندية.
- من أغرب ما في أنديتنا أن تكون مديونة بعشرات الملايين وعاجزة عن دفع مرتبات العاملين واستحقاقات اللاعبين ومع هذا تستقطب وتوقع مع لاعبين أجانب ومحليين وبالملايين (عجبي).
أدعو الله سبحانه و تعالى أن يمن على والدنا خادم الحرمين الشريفين بالصحة والعافية وأن نشاهده بابتسامته المعهودة ودعاباته المشهودة وهو يتمتع بالعافية .. فنحن بانتظارك ومشتاقين لرؤيتك يا أبا متعب.
ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.