استضاف رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك والزملاء من الصحفيين بجريدة الجزيرة وكتاب الرأي استضافوا المسؤولين بوزارة العمل برئاسة معالي وزير العمل م. عادل فقيه وفريق عمل الوزارة, وفي الحقيقة عندما التقيت بمسؤولي وزارة العمل تذكرت أنشودة من التراث العربي الحديث كانت تردد في الخمسينات الميلادية من القرن الماضي وفي الستينات والسبعينات الهجرية نشيد طفولي (صبحكم بالخير يا العمال العمالية)، لكنه كان ضمن الثقافة السائدة في ذلك الزمن حين كان العرب لتوهم خارجين من زمن الاستعمار الأوروبي ويعيشون في أجواء المد الاشتراكي وثورة العمال وثورة الصناعة والزراعة والفلاحة، زمن الاتحاد السوفييتي وشعارات الاشتراكية والتحرر الاقتصادي والسياسي كان العامل (المواطن) يعيش نشوة الانتصار ويحظى باحترام المجتمع حينما كان الوطن العربي يستقبل المصانع (القديمة) التي فككتها أوروبا والاتحاد السوفييتي ليبنيها من جديد بأرضه, قال سيد درويش في أغنياته العمالية: الحلوة دي قامت تعجن في البدرية/ والديك بيدن كوكو في الفجرية / ياالله بنا على باب الله يا صنايعية/ يجعل صباح صباح الخير/ يا اسطى عطية.. تذكرت الماضي العربي المشغول بقضية العمال والمصانع ووزارة العمل لدينا عندما كانت وزارة العمال والعمال.
جاء الوزير وبمعيته: الأستاذ سليمان الحميد محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية, والاستاذ إبراهيم آل معيقل مدير عام صندوق تنمية المواد البشرية, ود. صالح العمرو نائب محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني, ونائب الوزير والوكلاء وفريق من السكرتارية, هذه التركيبة الوظيفية أعادتنا لزمن العمالة من أبناء الأوطان العربية وتاريخ العمل قبل أن تنكسر علينا قارة آسيا: شرق وجنوب شرق آسيا. وقارة إفريقيا: شرق إفريقيا. وتتراجع العمالة السعودية، وحتى العربية إلى الخلف لتشكل بطالة في بلادنا وبطالة في الوطن العربي.
الوزير م. عادل محمد فقيه وزير لوزارات متعددة, وزير للعمل: منظم وحافظ للوظائف والمهن. ووزير للعمال: مسؤول عن العمال وقضاياهم وحقوقهم. ووزير للتأمينات الاجتماعية, ووزير لصندوق تنمية الموارد البشرية, ووزير التعليم والتدريب التقني والمهني. أي وزارة العمل (خليط) من المسؤوليات والصلاحيات: حماية الوظيفة تماثل وزارة الخدمة المدنية، وشؤون العمال مماثلة لوزارة الهجرة والأجانب في أمريكا وأوروبا، والتأمينات يفترض أن تكون مستقلة كما هو في مؤسسات التقاعد العالمية, والوزارة مماثلة لوزارتي التخطيط ووزارة المالية فيما يتعلق بالموارد البشرية, ومسؤولة عن التعليم الفني والمهني مماثلة لوزارتي التعليم العالي والتعليم العام. لهذا السبب ستبقى وزارة العمل كما هي ليست خالصة (للعمال العمالية) وليست مطورة وتخدم التأمينات الاجتماعية والتعليم الفني والموارد البشرية لذا سيبقى أداؤها يتأرجح ما بين (الإخفاقات) والتباطؤ والقضايا العالقة.