المنطق العقلي يقول إن الازدهار الذي تتمتع به الدول التي تدين بالنصرانية، والتقهقر الذي يعاني منه المسلمون، تجعل النصرانية أكثر جاذبية للاعتناق ولكن الحقيقة تثبتها الإحصاءات أن الإسلام هو الدين الأسرع انتشارا في العالم، ويقول البروفسور هستون سميث الأمريكي من معهد (أم.آي.تي. للتقنية) في كتابه الإسلام والمسيحية، إنه في بعض الأماكن عندما يتنافس الإسلام والمسيحية لكسب قلوب الناس،

التكون الغلبة للإسلام بنسبة عشرة معتنقين للإسلام في مقابل معتنق واحد للمسيحية، والشواهد على الأرض تثبت أن معتنقي الإسلام، يدخلون الإسلام بمحض إرادتهم وقناعتهم..

وفى القرآن والسنة الجواب الواضح الشافي، ولله الحمد والمنة، ويستطيع المرء قياس وضوح الجواب من خلال القناعة والفهم الذي حققه ذلك الجواب في نفس السائل غير المسلم.. وقد لمست ذلك شخصيا من خلال معرفتي بأخوين من الجنسية الأوروبية، أحدهما قامة علمية؛ يحمل شهادة الدكتوراه في مجال اتصالات الليزر وله مجلة علمية ومؤلفات في هذا المجال، وقد من الله عليه بالإسلام، بعد علاقة حميمة وتواصل لأكثر من عشرة سنوات تخللها كثير من النقاش الإسلامي والحوار الديني، وأخوة كذلك قاب قوسين أو أدنى في الدخول في الإسلام؛ وهو عالم فلكي يحمل شهادة الدكتوراه، يعمل ضمن فريق العلماء في شبكة التلسكوبات العملاقة لدراسة النجوم والمجرات..

وتجربتي الخاصة علمتني أهمية ترجمة معاني الإسلام بعناية تامة، وتقديم المعنى مباشرة من القرآن الكريم وأقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم، عندها يخرج الكلام واضحا يتناول صلب الموضوع كفيل بأن يحقق الفهم والقبول للمتلقين من غير المسلمين، وفي المقابل أدركت أن أكثر الترجمة الانجليزية تناقضا في المعنى وأطولها إسهابا وأضخمها حاشية تلك المستقاة من الاجتهاد الشرعي للعلماء.. وخير مثال على ذلك، قضية المواصلات للمرأة في السعودية فالواقع الحالي لمواصلاتها مفعم بالتناقضات وعلى رأسها خروجها مع السائق الأجنبي لقضاء شؤون حياتها، وعند إجراء ترجمة انجليزية لمعنى الأسباب الشرعية القاضية بمنع المرأة من قيادة السيارة، عندها يتضاعف ذلك التناقض ويزداد الغموض الشرعي، يجعل التآكل، نتيجة طبيعية، لهذا التحريم مع مرور الزمن. الخلاصة بعد ترجمة معنى الأسباب الشرعية لتحريم المرأة لقيادة السيارة وعرضها في سياق الحوار الإسلامي مع النخبة من غير المسلمين المتمرسين في البحث العلمي، خلص هؤلاء الراغبون الدخول في الإسلام إلى نتيجة جاء فيها أن مقتضى التحريم اعتمد على منهج الاستدلال من خلال الافتراض المسبق لتحريم قيادة المرأة للسيارة ومن ثم توظيف الاجتهاد الشرعي للوصول إلى تلك النتيجة المحددة سلفا “كما خلصوا إلى” نتيجة غياب الدليل المباشر من القرآن أو السنة، جعل الباحث الشرعي يصنع خيوط واهنة تربط العلاقة بين أدلة التحريم وجوهر الموضوع لتقريب فجوة المسافة بين الاستدلال والدليل “ويتساءل بعضهم خلال مشروع دخولهم في الإسلام” هل تحريم المرأة لقيادة السيارة دائم وعام أم هو مقيد بالزمان والمكان، وما الدليل؟