|
الجزيرة - الدوحة:
دعت المملكة إلى تعزيزِ تنفيذِ الاتفاقيةِ الإطاريةِ لتغيرِ المناخِ والالتزام بالمسؤوليةِ المشتركةِ من كافة الأطراف. ونيابةً عن خادمِ الحرمينِ الشريفينِ، الملكِ عبداللهِ بن عبدالعزيز شارك وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي في افتتاح المؤتمرِ الثامنِ عشرَ للدول الأطرافِ في اتفاقية الأممِ المتحدةِ الإطاريةِ للتغيرِ المناخي، بالدوحةِ، حيث يعقد لأول مرة في إحدى دول مجلس التعاون. وقال النعمي: شرف عظيم لي أن أشارك في المؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين ودعا خلال كلمته الدول الأطراف المشاركة في المؤتمر إلى اغتنام الفرصة التي وصفها «بالفريدة» لتعزيزِ تنفيذِ الاتفاقيةِ الإطاريةِ لتغيرِ المناخِ وبروتوكولِها، ووضعِ اللبناتِ الأساسيةِ لمستقبلٍ أفضلٍ لمواجهةِ تغيرِ المناخِ بعد 2020م، مع الأخذِ في الاعتبارِ المبادئَ القائمةَ للاتفاقيةِ الإطاريةِ للتغيرِ المناخي، وبالأخص مبدأ المسؤوليةِ المشتركةِ المتباينة.وقال النعيمي:» كان النقاشُ ولفترةٍ طويلةٍ من الزمنِ، منصباً على الحاجة الملحةِ للتعاملِ مع التغير المناخي. ونحن ندرك الآنَ أن نموذجَ التنمية المستدامةِ والمتبعِ منذُ 1992م لا يزال يقدمُ الفرصةَ الحقيقةَ لمواجهةِ تحدياتِ هذا التغيرِ المناخي. وأشار النعيمي إلى أن المسؤولية تقع على الجميع في مواجهة تلك التحدياتِ، مع الوضعِ في الاعتبارِ بأن تأخذَ الدولُ المتقدمةُ دورَ الريادةِ في هذا المجالِ، انطلاقاً من إمكاناتها ومسؤوليتها التاريخيةِ في هذا الشأن. وتساءل النعيمي قائلا: كيف يمكننا مواجهةُ هذا التحدي دونَ الإضرارِ بمستوى النمو المستدامِ،لاسيما في الاقتصاداتِ النامية؟ وأضاف: المملكةِ تؤمنُ أن التقنيةَ المتطورةَ ستوفرُ الكثيرَ من الحلولِ لهذه التحدياتِ، كما فعلت وتفعل بالنسبةِ للبشريةِ على مرِ التاريخ. ولكنَ ذلكَ يتطلبُ المزيدَ منَ الابتكارِ والتعاونِ والاستثمارات.»وأضاف: نسعى جاهدينَ لتنويعِ اقتصادِنا بعيداً عن الاعتماد الواسع على النفطِ والغاز. كما نشجعُ الاستثماراتِ الكبيرةِ لتطويرِ البنيةِ التحتيةِ في جميعِ أنحاءِ المملكةِ لرفعِ قدرةِ الاقتصادِ المحليِ على التعاملِ مع الآثارِ السلبيةِ المحتملةِ لبعضِ قراراتِ التغيرِ المناخيِ.ورأى النعيمي أن توجه المملكة هذا سيشجعُ على زيادة الاستثمارِ في تقنياتِ الطاقةِ الشمسيةِ وتقنياتِ احتجازِ وتخزينِ واستخدامِ الكربونِ الناشئِعن استخدامِ الطاقةِ التقليديةِ، وإيجادِ قيمةِ مضافةِ للكربونِ المحتجز. وقال:» نحنُ الآنَ بصددِ وضعِ الإطارِ المناسبِ لهذا الاستثمار. وبالإضافةِ إلى ذلك؛ فقد وضعنا الأهدافَ الطموحةَ لزيادةِ كفاءةِ استخدامِ الطاقةِ وتطويرِ المنتجاتِ البتروليةِ الأنظفِ والأكثرِ كفاءةً في مختلفِ المجالات. وبين النعيمي أن جهود المملكة حاليا في مجالِ البحثِ وتطويرِ التقنيةِ، تكتسبُ المزيدَ من الاهتمامِ من خلالِ المشاريعِ التجريبيةِ لاحتجازِ الكربونِ من المصادرِ الثابتةِ والمتنقلة. وقال: أولتِ المملكةُ جلَ اهتمامها لتثقيفِ الجيلِ الصاعدِ من أبنائها بكيفية الاستفادة من الطاقةِ الشمسيةِ،إدراكاً منها بأن الإسهامَ في الجهودِ العلميةِ العالميةِ في تطويرِ هذه المصادرِ من الطاقةِ سيصبُ في المصلحةِ الاقتصاديةِ الأساسيةِ وطويلةِ المدى للمملكة. وقال إن المملكةُ تعملُ حالياً مع شركائها في مجلسِ التعاونِ لنقلِ هذه الجهودِ والمساهماتِ في إطارِ الاتفاقيةِ الإطاريةِ للتغيرِ المُناخي. وتناقشُ المملكة أيضاً مع أطرافٍ أخرى الطريقةَ التي يمكنُ من خلالها تقديمَ هذه الجهودِ تحتَ الأطُرِ التي ستأخذُ في الاعتبارِ طبيعةَ اقتصاد دول الخليج الذي يعتمدُ حالياً على قطاعٍ اقتصاديٍ واحدٍ، ويسيرُ نحو تنويعِ مصادرِ الاقتصادِ المحلي.