الدنيا دار كرب وابتلاء ودار التواء، لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء. خلق الله الدنيا دار بلوى، والآخرة دار عقبى، فجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سببًا وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضًا فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي، إنها لسريعة الذهاب، وشيكة الانقلاب. لقد غادر هذه الدنيا بالأمس القريب إلى دار الخلود أخ كريم وصديق عزيز هو الدكتور خالد بن عبد العزيز الحمد، عضو هيئة التدريس بقسم التربية الخاصة ورئيس مشروع تطوير خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة بالجامعة، فكان لرحيله غصة وألماً فما أسرع الفراق الأبدي الذي يأتي على حين غفلة، لقد كان الفقيد رحمه الله من خيرة الناس أدباً وخلقاً وعلماً وحسن معاشرة. كانت إبتسامته المشرقة دائما ما ترتسم على محياه وتبعث الأمل والتفاؤل لكل من حوله. كان وجود ابا عبدالعزيز يشيع الارتياح لسلاسة حديثه وطرفته الموزونه ورأيه السديد. كان يحمل هم التربية الخاصة في كل مكان ويدافع عن قضايها في كل محفل. كان رحمه الله صديقاً وزميلاً عزيزاً آلمنا فراقه وعز علينا موته المفاجئ، لكنها إرادة الله الأبدية والمكتوب الأزلي الذي لا مفر منه {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} والموت عبرة لمن يعتبر، وقد كتب الله الفناء على جميع الأحياء، إلا أن الموت مصيبة يحزن لها القلب وتدمع لها العين، وإنا لفراق الأخ الدكتور خالد الحمد لمحزونون، ألا رحم الله الفقيد رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وغفر له وتجاوز عن سيئاته ووسع له في قبره والعزاء لأسرته المكلومة وأصدقائه وزملائه ومعارفه {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
- عميد شؤون الطلاب - جامعة الملك سعود