شيع أبناء منطقة القصيم في اليوم الخامس عشر من شهر محرم سنة: أربع وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة شهيد الوطن خالد بن شبيكان العنزي، وعمره خمسة وثلاثون عاماً، أثر اعتداء آثم على أيدي مجرمين في صنعاء عاصمة اليمن، حيث يعمل موظفاً عسكرياً بسفارة خادم الحرمين الشريفين وصل جثمانه على طائرة الإخلاء الطبي إلى مطار الأمير نايف بن عبدالعزيز بمنطقة القصيم، واستقبله أفراد أسرته، وجمع من كبار المسؤولين... وأدى صلاة الجنازة على روحه الطاهرة بجامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب بمدينة بريدة نيابة عن أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأميرفيصل بن بندر بن عبدالعزيز، ووكيل الإمارة المساعد لشؤون التنمية عبدالعزيز بن عبدالله الحميدان، وجمع غفير من المواطنين الذين حضروا من بريدة ومحافظات المنطقة ومراكزها، فقد العنزي حياته على أيدي خونة لا تقدر حرمة الإنسان المسلم، ولا ترحم من نذر حياته لخدمة وطنه قتلوه في بلد تربطه ببلده علاقة قوية لا تزعزها أيديهم الآثمة التي تربصت لقتله غيلة خارجاً من منزله متصفاً بأخلاق فاضلة، وتعامل طيب مع زملائه في العمل الذين وجدوا فيه نعم الزميل الخلوق الذي يتعامل معهم بخلق كريم. إن قتل العنزي من الخونة قتل لأبناء اليمن الأوفياء الذين يقدرون حرمة دم ابن من أبناء اخوانهم في الدين الذين ينتمون إلى بلد إسلامي يحمل راية الإسلام وينصر قضاياه، والدفاع عن شعوبه العربية والإسلامية. قتلوه شر قتله بدم بارد لا يحمل حرارة الحب. قتلوه شر قتله بدم بارد لا يحمل حرارة الحب التي اتصف بها أبناء اليمن السعيد، إن قتل فقيد الوطن مصيبة مؤلمة كوت قلوبنا، وحرقت أكبادنا، وأدمت عيوننا... إلا أن فقده أبقى ذكراً طيباً مع شهداء الوطن الذين لا ينساهم أبناؤه، لأن حياتهم باقية في ذاكرة تاريخه التي يطلع على صفحاته الأبناء والأحفاد الذين لا يزيدهم استشهاده إلا قوة، وتضحية وفداء، لأنهم يعلمون أنه لا حياة إلا لمن يقدمها دفاعاً عن دينه، ثم مليكه، ووطنه هنيئا لوالد الشهيد العنزي ووالدته وزوجته على هذا الشرف العظيم الذي ناله خارج الحدود في ميدان خدمة وطنه تاركاً طفليه: عروب وإلياس عروب تخطت خمس سنوات،و إلياس خمسة أشهر إلا أنهما وردة وشبل حبهما باقيا في قلب عبدالله بن عبدالعزيز الذي يقدر أبناء شهداء الوطن ويشملهم بعطفه ورعايته التي لا تقل رعاية من والدهم، إنهما لا يُتيتمان في بلاد أبناؤه كالجسد الواحد إذااشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
قتلوه غدراً وظلماً وعدواناً لا يقدرون قيمة العلاقة التاريخية التي تربط بلادنا باليمن إلا أن أبناء اليمن اسعيد المحبين لبلادهم وبلاد الحرمين الشريفين وقفوا وقفة مواطن واحداً غضباً وشجباً وحزناً على مقتل اخ تربطهم به الأخوة الإسلامية التي حث عليها ديننا الإسلامي. إن الشهيد العنزي حي لم يمت ذكره في سجل الشهداء الذين قدموا أغلى ما يملكون وهي حياتهم، أيها البطل لن ننساك أبداً وسوف تبقى ذكراً طيباً واسماً لامعاً تردده ألسنة أبناء الوطن إنك رفعت ذكر اسرتك أن ولدهم استشهد خدمة لدينه، ثم مليكه ووطنه وهذه خدمة لا يماثلها خدمة أفضل منها، وهي نيل الشهادة، فإن مت وووري جثمانك فإن روحك الطاهرة إن شاء الله مع الشهداء والصالحين في جنات عرضها السماوات والأرض.
هذا وتعازينا لسمو أمير منطقة القصيم وسمو نائبه وأسرة الشهيد.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
بريدة - نادي القصيم الأدبي